أكدت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري أن الحكومة وأغلبيتها حصلت على مدة زمنية أكبر من حصتها مقارنة مع حصة أحزاب المعارضة البرلمانية بخصوص نشرات الأخبار، وأن وسائل الاتصال السمعي البصري العمومية ذات التغطية الوطنية لم تحترم مبدأ الإنصاف المقرر في المادتين 06 و07 من قرار المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري. ووفق البيانات الصادرة عن الهيئة حول التعددية في وسائل الاتصال السمعي البصري في نشرات الأخبار ما بين فاتح يناير و30 يونيو؛ فإن هناك ارتفاعا في نسب تدخلات الحكومة والأغلبية في باقي وسائل الاتصال السمعي البصري، إذ تصل إلى 80 في المائة وفي بعض الأحيان 90 في المائة من مجموع الحجم الزمني المخصص للحصص الأربع. وأبرزت الهيئة أن هناك غيابا شبه تام لتدخلات الأحزاب غير الممثلة في البرلمان. وتوضحت الأرقام أن حزب الأصالة والمعاصرة يحتل المركز الأول، إذ سجل ما مجموعه ساعتان وأربعون دقيقة واثنتي عشر دقيقة، وتزامن هذا الارتفاع مع انتقاله إلى المعارضة، وجاء في الرتبة الثانية حزب الاستقلال ثم العدالة والتنمية والاتحاد الدستوري. وباستثناء الإذاعة الأمازيغية والقناة الثانية بشكل أقل؛ تجاوزت حصة الحكومة وأغلبيتها نسبة 80 في المائة من مجموع الحجم الزمني المخصص للحصص الأربع، وهي التي تضم كلا من الحكومة والأغلبية البرلمانية والمعارضة البرلمانية والأحزاب غير الممثلة في البرلمان. أما في المجلات الإخبارية والبرامج الأخرى فأبرز ملخص حول التعددية في وسائل الاتصال السمعي البصري ما بين فاتح يناير و30 يونيو، أن أربعة أحزاب استفادت من أكثر من 23 ساعة لكل واحد منها في مختلف وسائل الاتصال السمعي البصري. ويتضح بأن حزب العدالة والتنمية استفاد لوحده مما مجموعه سبعة وعشرين ساعة وتسع دقائق وثلاثة وخمسون ثانية، متبوعا بحزب الاستقلال بحوالي 411425 وحزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الأصالة والمعاصرة، وتتجاوز حصة المعارضة حصة الحكومة وأغلبيتها، في حين تجاوزت حصة الحكومة والأغلبية في هذه المحطات الإذاعية حصة المعارضة البرلمانية، وضمنت المركزيات النقابية الخمس ولوجها إلى مجمل وسائل الاتصال السمعية البصرية المعنية بالتتبع مع بعض الاستثناءات. ويعد الاتحاد العام للشغالين بالمغرب المركزية النقابية التي حصلت على أعلى حجم زمني. وأبانت الإحصاءات أن جميع المجلات الإخبارية (برامج حوارية) سجلت غلبة الحكومة والأغلبية على المعارضة؛ باستثناء 4 برامج من بين 14 برنامجا. وقال منار السليمي، أستاذ العلوم السياسية، إن المغرب في مرحلة انتقال سياسي، ولحد الآن ليس هناك فهم لوظيفة الإعلام سواء التلفزيون أو الصحافة المكتوبة، وهناك محاولة تقييد الصحافة المستقلة وتوظيف التلفزيون، بالإضافة إلى صعوبة ضبط التلفزيون من قبل الهيئة. وأوضح السليمي أن نقل الخبر والمعلومة يوظف لصالح الحكومة وأحزاب الأغلبية، في حين أن برامج النقاش تعرف حضورا قويا للمعارضة من أجل بناء حججها، معتبرا أن التلفزيون يقدم حججا أحادية للمواطن عن طريق نشرات الأخبار، وتترك لأحزاب المعارضة عملية بناء الحجج للمواطنين في البرامج، وشدد على ضرورة المساواة في نقل الخبر. وبخصوص الحصص المخصصة للأحزاب والنتائج الانتخابية، أوضح أن المشاهدة في المغرب ليست مرتفعة، وما يجري في الانتخابات يكون على الميدان، ومن ثم فإن التلفزيون ليس له دور في النتائج، معتبرا أن سقف انتظارات المواطن أكثر مما تبثه التلفزة.