سأحصر الحديث حول الصحافة الكلاسيكية أي الورقية لأني حديث العهد بعالم الصحافة الاليكترونية..وسينصب الكلام تحديدا حول الضربات التي أنزلتها السلطة مؤخرا بهذه الصحافة على نحو مباشر، أو غير مباشر في محطات بدا واضحامن خلالها الطابع الانتقامي ،بل والتجويعي عبرقضاء قراقوش الذي أصبح بالفعل سيف ديموقليس مسلطاعلى كل الأصوات التي شكلت نبراس هذه الصحافة طيلة بضع سنوات مما اصطلح على تسميته بالانتقال ...الى ماذا ؟..ربما الى رحمة الله، الانتقال الذي طال عليه الأمد (لم يتجاوز في بلد جار لنا وهو اسبانيا ثلاث الى أربع سنوات.)الحصيلة كارثية حقا :34مؤسسةاعلامية تعرضت للرقابة ، عقوبات حبسية طالت 20 صحفيا، منع الصحفي علي المرابط من مزاولة الصحافة منذ 12 أبريل 05 عشرات المتابعات الأخرى التي استهدفت منابر محلية ومراسلين معتمدين لدى الصحافة الوطنيةعلى طول وعرض الوطن،دون ضمانات ،أو حتى تدقيق في المواد الصحفية وطبيعة التهم التي أصبعت جاهزة،مات الملايين من الغرامات الجزافية ، متابعات جائرة في أغلبها ،الطريف في الأمر أنه لم يتم تبرئة أي اعلامي أوصحفي لحد الان، ومجرد هذا المؤشر يوضح أن وراء الأكمة ما وراءها ، وأن استقلال القضاء ليس الا أكذوبة تنتمي لأساطير الأولين،وهكذا فان أسماء نيشان والوطن الان وتيل كيل وعبد العزيز كوكاوس وحرمة الله وعبد الكريم الامراني وعبد الرحيمأريري ومصطفى العلوي ليست الا علامات فارقة على العودة الفعلية الى سنوات الرصاص لكن بأ ساليب أخرى يلعب فيها قضاء قراقوش الدور المنوط به على أكمل وجه وفقا لسياسة التعليمات التي ظننا أنها راحت مع العهد السابق، الأغرب من كل هذا أن تحدث هذه المهازل القضائية ضد الصحافة المستقلة ورموزها في وقت تتغنى فيه الدولة بالمكتسبات الديمقراطية وحرية التعبير وظل يوجد على رأس وزارة العدل محامي من حزب الاتحاد الاشتراكي وهو نفس الحزب الذي أقام الدنيا وأقعدها بشعاراته ومعزوفاتهحول دولة الحق والقانون وحماية الحقوق والحريات ...فاين؟؟في كوكب المريخ ربما ، فكيف نستغرب بعد هذا أنيرفض 80في المائة من المواطنين المغاربة التوجه الى صناديق الاقتراع، أكثر من ذلكبدا وكأن القضاء في كثير من الحالاتيدافع فعليا وعمليا عمن أفسدوا البلاد وعاثوافيها خرابا فعن أي طعم لأي اصلاح لأي بلد يتحدثون، والمؤسفا ن يكون الوطن هو الخاسر الأول والأخير فيا صحافيي هذا المغرب لا تعولوا كثيرا على الشليخ الرسمي وشبه الرسميودونكم وصخرة سيزيف مرة أخرى لأن من هندسوا التباس المرحلة ما زالوا يعتبرون المغربملكا لهم وحدهم...والبقية تأتي "" عبد الاله بسكمار- رئيس النادي التازي للصحافة عضو النقابة الوطنية للصحافة المغربية