انتشر شريط صوتي كالنار في الهشيم، يحذر من استهلاك الصبار، مشيرا إلى أن فاكهة "الهندية" المعروفة ب"فاكهة الفقراء" بمنطقة الرحامنة تحمل فيروسا قد يسبب وفاة كل من يتناوله، لأنها مصابة بمرض غامض تنشره الحشرة القرمزيّة. الشريط الصوتي جعل مجموعة من الدواوير بالإقليم تعيش حالة من الهلع بعد انتشار مرض خطير أتلف عدة حقول من نبات الصبار، إلى درجة أنها أصبحت مهددة بالانقراض، بسبب حشرة ضارة تتغذى على أوراق نبات الصبار السميكة، والتي تحولها إلى أعشاش. هذا الأمر دفع بتعاونيات وجمعيات منتجي الصبار إلى عقد لقاء تواصلي تحسيسي حول السلامة الصحية لهذه الفاكهة بإقليم الرحامنة، وبالضبط بمدينة ابن جرير، لتسليط الضوء على ما يروج حول تهديد "الكرموس" للمستهلكين والماشية. الفاعلون بتعاونيات وجمعيات منتجي ومصنعي الصبار أجمعوا على دعوة المواطنين إلى استهلاك "الهندية" باعتبارها منتجا طبيعيا، مستدلين على ذلك بالنتائج التي قدمها بحث كل من المكتب الوطني للسلامة الصحية والبحث الزراعي أثبتت أنه لا خوف من الصبار، مشيرين إلى أن الحشرة تلازم "الضرك" وتعيش فيه، فتترك لونا أحمر يستغل في مجالات صناعية عدة. وأوضح المتدخلون أن الحشرة يمكن أن تقتل "الضرك"، لكن المصالح الفلاحية تتدخل بشكل عاجل لمعالجة هذا الأمر، مؤكدين على متابعة صاحبة "الشريط الصوتي"، لأنها أساءت إلى الرأسمال الفلاحي لإقليم الرحامنة. محمد كمال، إطار فلاحي فاعل جمعوي بالمنطقة، طمأن عشاق "الكرموس" لأن لحشرة الصبار منافع واستعمالات في الصناعة الغذائية ومواد التجميل، فاللون الأحمر (ملون الكارمان) يصيب الأوراق فقط، ويظهر على الأوراق كمقاومة التي تبديها النبات ضد حشرة "الهندية". ورغم تهديدها من قبل الحشرة القرمزية، فإن للأوراق الصبار منافع لأنها تستعمل في العديد من المنتجات الغذائية ومواد التجميل وصباغة الصوف والياغورت والمشروبات الغازية، وبناء عليه فلا علاقة لها بمرض السرطان، ولا تهدد لا الإنسان ولا الحيوان. واستدل المتحدث ذاته على استنتاجه بالقول: "لو كان الأمر كذلك لما كان هناك مجهود جبار لدعم سلسلة الصبار من طرف الدولة والقطاع الخاص والتعاونيات والجمعيات"، مؤكدا أن ضررها لا يتجاوز المنتج الذي تقوم المصالح الفلاحية بالوقاية منه، وبذلك فلا خوف من ضرر يصيب الإنسان والحيوان. واعتبر الفاعل الجمعوي نفسه فاكهة الصبار قضية إقليمية، لأنها منتج طبيعي له أهمية كبيرة، ومشروع يرتقب أن يغطي مساحة 100 ألف هكتار، فيما تغطي حاليا 56 ألف هكتار، موردا أن هذه المبادرة جاءت في إطار المخطط الأخضر لوزارة الفلاحية التي خصصت له غلافا ماليا يقدر ب160 مليون درهم لغرس 30.000 هكتار. "فالرحامنة تحتل المرتبة الأولى على الصعيد الوطني من حيث القيمة الاقتصادية المباشرة للفلاحين، وهذا ما أهلها إلى رفع تحدي إنتاج 300 ألف طن سنويا من علف الصبار، وبذلك فالصبار يعتبر رافعة للتنمية البيئية المستدامة ومقاربة التغيرات المناخية"، يقول المتحدث ذاته. وأشار كمال إلى أن فلاحة الصبار ستتطور لتصبح مثل باقي الأشجار المثمرة، خاصة وأنها فاكهة تتميز بقدرتها القوية على مقاومة الجفاف، ما سيساعد على الاقتصاد في استهلاك المياه، في منطقة فقيرة على مستوى مواردها من هذه المادة الحيوية.