باتت للأطفال مكانة خاصّة في الملتقى الدولي للثقافة بمدينة أصيلة؛ فموازاة مع الندوات الفكرية التي يحاضر فيها كبار المفكرين والمثقفين والسياسيين، والمعارض الفنية التي تُعرض فيها أعمال الفنانين التشكيلين، أصبح لأطفال مدينة أصيلة معرض خاصّ تُعرض فيه أعمالهم. وانضاف المعرض الخاص بالأطفال هذه السنة إلى المعارض التي دأبت إدارة موسم أصيلة الثقافي على تنظيمها، "احتفاء وتشجيعا لإبداعاتهم ومواهبهم الواعدة التي ستغني السجل التشكيلي لمدينتهم وموسمها"، كما قال محمد بنعيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة. ويضمّ المعرض المقام في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بمدينة أصيلة لوحات لأطفال سبق أن استفادوا من تكوين في مشغل الأطفال خلال الموسم الثقافي للسنة الماضية. ويبلغ عدد الأطفال المستفيدين خلال الموسم الجاري حوالي 100 طفلة وطفل. داخل المشغل الذي يشرف عليه الفنان التشكيلي البحريني محمد حسين علي ميرزا لا تكل أنامل الأطفال الصغار من خطّ رسومات يحدد الأساتذة المؤطرون موضوعاتها. وبالنسبة إلى علي ميرزا، فإن "الطفل هو أساس ما نخطط له في المستقبل..وأطفال أصيلة هم مستقبل موسمها الثقافي"، حسب تعبيره. وبتخصيص معرض لعرْض لوحات الأطفال الصغار ضمن فعاليات موسم أصيلة الدولي للثقافة، ينضاف عنصر آخر محفّز لأطفال المدينة الأطلسية الصغيرة على الإبداع. ويُظهر عدد المستفيدين من مشغل الفنّ التشكيلي الخاص بالأطفال حجم الاهتمام بهذا الفن. "قبل انطلاق الموسم الثقافي الدولي لمدينة أصيلة كان الآباء يسألون عن موعد التسجيل وشروط استفادة الأطفال من المَشغل.. كان هناك اهتمام كبير"، يقول محمد حسين علي ميرزا، مؤكدا ضرورة عدم اقتصار تنظيم المشاغل على أيام المنتدى، وتنظيمها على مدار السنة. ولتحفيز أطفال مدينة أصيلة على الإبداع، سيتم تخصيص جدارية لهم، بما يتيح لهم فرصة التعبير بحرية أكبر. ويشرح علي ميرزا أهمية ذلك بالقول: "الطفل حين يترك بصمة على الجدارية يشعر بالسعادة ويكون فخورا، ما يشكل دافع له للاستمرار..الأطفال يحتاجون إلى الدعم والحريّة دون حبسهم في المشغل، ليختاروا المواضيع والأولويات التي يحبونها".