تعتبر تجزئة الآفاق من المناطق السكنية التي أحدثت سنة 2001 بجماعة سعادة استجابة للتوسعة العمرانية التي عرفتها مدينة مراكش، لكن السكان لا زالوا يعانون من مشاكل هيكلية، منها مطرح عشوائي للأزبال، أثار تحويله إلى مركز للنفايات جدلا بين المكتب المسير للمجلس الجماعي والمعارضة والفاعلين الجمعويين. كريم عبدون، رئيس جماعة سعادة، قال لهسبريس إن المكتب المسير وجد حلا عمليا لمشكلة المطرح العشوائي، يعود بالنفع العميم على السكان من جهة، وميزانية المجلس الجماعي من جهة أخرى. وأضاف المتحدث ذاته أن شركة للنظافة اقترحت على الجماعة أن تخصص مكانا لإحداث مركز لتحويل النفايات، سيستقبل جزء من أزبال مدينة مراكش قبل نقلها إلى المطرح العمومي الكبير، مؤكدة أن زمن وجود الأزبال لن يتجاوز ساعات قليلة في اليوم. وأوضح مسؤول الشأن المحلي نفسه أن الشركة المذكورة ستوفر حاوية كبيرة لجمع نفايات الجماعة قبل نقلها هي الأخرى إلى المحطة الجديدة لمعالجتها، بدل حرقها بعين المكان كما كان سابقا، علاوة على منح الجماعة 10 آلاف درهم شهريا كواجبات للكراء. وأفاد عبدون أن الاقتراح قوبل بالرفض في البداية بسبب تخوفات المستشارين، لكن بعد فتح حوار مع الشركة "ظهرت منافعه الكثيرة كتجميع الأزبال الذي سيتم وفق المعايير الدولية ومقتضيات قانون 28/00 الخاص بالنفايات والتخلص منها". إزالة مزبلة عشوائية تنبعث منها روائح كريهة سببت الاختناق للعديد من المواطنين منفعة أخرى ستجنيها الجماعة من وراء هذه المبادرة، يقول عبدون مؤكدا أن هذا المشروع النموذجي سيقام على مساحة 6000 متر مغطاة، وبضمانة الدولة ممثلة في ولاية مراكش-أسفي، وستشارك به الجماعة في المؤتمر الدولي للبيئة "كوب 22" المزمع تنظيمه بمراكش. هذه المزايا التي عددها رئيس جماعة سعادة لم تقنع المعارضة التي ذهبت إلى أن المشروع المشار إليه سيتسبب في انبعاث الروائح الكريهة، وانتشار الحشرات الضارة، وإلحاق أضرار اقتصادية وبيئية تنعكس على الفرشة المائية، وظواهر تهدد صحة المواطنين، يقول بيان توصلت به هسبريس. "لهذه الأسباب وأخرى، نطعن في هذه الاتفاقية"، تضيف المعارضة، مستنكرة "استفراد الرئيس ونوابه بتوقيع التعاقد دون استشارة المجلس الجماعي"، ومحملة إياهم المسؤولية القانونية. وطالبت الوثيقة عينها ب"الإيقاف الفوري لهذه الاتفاقية والطعن فيها لما لها من أضرار صحية على الساكنة، وعدم إدخال النفايات إلى تراب جماعة سعادة وإغلاق المركز المخصص لها". هشام بن مومنة، من سكان المنطقة الذين ناضلوا منذ زمان من أجل تخليص جماعة سعادة من مطرح عشوائي يمتد على مساحة هكتارين دون سور، قال إن المطرح شكل موضوع شكوى للفاعلين الجمعويين والمواطنون لمدة طويلة. وأضاف الفاعل الجمعوي نفسه، في تصريح لهسبريس، أن المساحة التي كان يستغلها المطرح العشوائي سيتم استغلالها لإحداث ثانوية تفتقد لها الجماعة التي يعاني تلامذتها من بعد التعليم التأهيلي عن محلات سكناهم.