يشكو سكان مدينة أيت أورير من انبعاث روائح كريهة من مطرح عشوائي ظل يؤرق مضح القاطنين بجواره، كحي أيت منصور مثلا، باعتباره مكانا مخصصا لجمع النفايات الصلبة، ليتحول إلى نقطة سوداء تزكم الأنوف وتشكل مأوى للحشرات التي تهدد صحة السكان. وبالرغم من قرب أيت أورير من مدينة مراكش، التي تتوفر على محطة لمعالجة النفايات الصلبة والسائلة، فإن عددا من السكان الذين التقتهم هسبريس عبّروا عن تذمرهم من الانعكاسات السلبية لهذا المطرح العشوائي، بسبب تراكم الأزبال، الذي يعرض حياتهم وحياة أبنائهم للخطر، وفق تصريحات متطابقة لهسبريس. سعيد السعداوي، أحد الفاعلين الجمعويين بالمنطقة المذكورة، قال لهسبريس إن "الدخان النابع من المطرح العشوائي لحظة إحراق الأزبال ينفث سموما يتضرر منها الصغير قبل الكبير والكهل قبل الشاب اليافع وكل سكان أيت أورير، وخاصة القاطنين بجانبه، وكذا الذين يوجدون بالضفة الأخرى لواد الزات". واستدل المتحدث على خطورة المطرح العشوائي بسرد معاناة أسرتي كل من وصال ذات العامين، المصابة بمرض جلدي، وهبة التي تبلغ من العمر 7 سنوات، وأختها وفاء التي تكبرها بسنتين، وأخيهما ذي 13 ربيعا، فكلهم مصابون بالربو ومرض الغدد، أما زكية البالعة من العمر هي الأخرى 13 سنة، فتشكو من رعاف مزمن. ضرر المطرح العشوائي لم تنج منه الأمهات كذلك، يضيف سعداوي، فمعظمهن مصابات بالالتهابات الجلدية "الأكزيما"، بسبب ما ينفثه المطرح البلدي من أدخنة، وروائح العصارة الناتجة عن تجميع الأزبال قبل نقلها إلى مدينة مراكش التي تدمر الفرشة المائية أيضا. وطالب الفاعلون الجمعويون بمدينة أيت أورير المجلس الجماعي ب"العمل على وضع حل جذري لهذا المشكل، حماية لصحة المواطنين وللبيئة التي تتعرض لضرر كبير، خصوصا وأن المطرح يوجد بالمحاذاة لواد الزات". ولمعرفة الحلول التي يطرحها المجلس الجماعي لمدينة أيت أورير، ربطت هسبريس الاتصال بسعيد الكورش، رئيس البلدية، الذي أوضح أن فريقه، منذ توليه المسؤولية، وهو يبذل كل ما في وسعه لمعالجة مشكل المطرح العشوائي الذي عمّر كثيرا، وسبّب للسكان ألما كبيرا، "لهذا خصصنا شاحنة تحمل الأزبال التي تتجمع صباحا بهذا المنطقة، ونقلها مساء إلى محطة معالجة النفايات بمدينة مراكش". وأضاف المسؤول نفسه أن هذا الحل الذي قرره المجلس الجماعي، "جاء لمعالجة مشكل المطرح العشوائي، في انتظار بناء مطرح تحويلي يراعي الشروط البيئية"، مشيرا إلى أن دراسة بهذا الخصوص توجد في طور الإنجاز، وأن الجماعة تعمل من أجل اقتناء عقار لذلك، مبرزا أن "نقل الأزبال لمراكش يكلف الجماعة 250 درهما للطن، دون احتساب الرسوم، ومصاريف التنقل وغيرها"، يختم سعيد الكورش.