نظّم سكان حي الآفاق، التابع لجماعة سعادة ضواحي مدينة مراكش، الخميس، وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس الجماعي، تنديدا بالأضرار التي تلحقهم جراء استمرار المطرح العشوائي للنفايات المجاور لكل من مقر الجلس الجماعي وقيادة المنطقة. وجاء هذا الشكل الاحتجاجي بعد أن تعرّض المطرح المذكور، يوم الأحد، لحريق يعد هو الأول من نوعه؛ وهو ما جعل الدخان يعم المنطقة كلها، وأدى إلى انتشار الروائح الكريهة التي تسببت في اختناق السكان وفاقم معاناة المرضى، بسبب السموم التي اجتاحت أجواء جماعة سعادة وبلغت الطريق الوطنية رقم 8. ونددت الشعارات التي رفعت خلال هذه الوقفة بالصمت والتماطل، اللذين يبديهما القائمون على تدبير الشأن المحلي؛ وهو ما جعل المنطقة المذكورة تخيم عليها الروائح الكريهة والبعوض بكل أنواعه وأشكاله، ويهدد بكارثة بيئية ويضر بصحة المواطنين والفرشة المائية للمنطقة. مولاي إدريس الغفيري، أحد سكان الجماعة سابقة الذكر،، في تصريح يقول لهسبريس، إن هذا الوضع دفع بعض السكان إلى مغادرة بيوتهم وأرغم آخرين على عرض شققهم للبيع، مشيرا إلى أن أسعار المنازل تراجعت بشكل كارثي، وأن لا أحد يتشجع لاقتناء منزل بهذه المنطقة، بسبب الآثار السلبية لهذا المطرح العشوائي. أورد الغفيري أن هذا المطرح، الذي يستقبل أزيد من 20 طنا من الأزبال يوميا، "يشكل نقطة سوداء في المجال البيئي بجماعة سعادة منذ سنوات ولا يزال يشكل ضررا كبيرا على الساكنة، لذا نطالب بالتدخل العاجل لإنقاذنا، ورفع الضرر الذي يهددنا". من جهة أخرى، كشف هشام بن مومنة، في تصريح لهسبريس، أن خطورة المطرح تتجلى أيضا في أن سائقي السيارات في المحيط القريب من منطقة سعادة يكابدون صعوبات جمة بالنظر إلى أن الدخان يحجب الرؤية؛ وهو ما يضطرهم إلى استعمال الأضواء، حين تصل الوصول إلى المكان، حتى يتمكنوا من الرؤية. وفي السياق ذاته، أوضح الفاعل الجمعوي رشيد نوار أن للمطرح العشوائي ضحايا كثيرين؛ منهم من كان يحلم بأن يرزق بطفل، ولما تحقق الحلم طلب منه طبيب زوجته أن يبحث لها عن منزل آخر لإقامتها، حتى تضع جنينها وتحميه من المضاعفات الصحية وأمراض الحساسية؛ ومنهم من حل بالمنطقة وهو يعاني من مرض الحساسية، لكن اقتناءه منزلا ضاعف من حدة حالته الصحية، بعدما أصبح يشكو ضيق التنفس. يذكر أن جمعيات المجتمع المدني، بكل من دار السلام والآفاق، وضعت عدة شكايات لدى الجهات المختصة للعمل على إنهاء معاناة السكان وتحويل المطرح العشوائي الذي يهدد صحة القاطنين بالمنطقة إلى مكان ملائم آخر.