خرجت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، حكيمة الحيطي، من الجلسة العامة لمجلس النواب غاضبة مما وصفته ب"مزايدات" بعض النواب الذين حاكموها على خلفية استيراد المئات من الأطنان من النفايات الإيطالية. ووسط محاصرة المصورين الصحافيين للوزيرة الأشهر هذا الأسبوع في المغرب، تنفست حكيمة الحيطي الصعداء بعد انتهاء ما يشبه محاكمة برلمانية؛ وذلك بعد رفض العديد من الفرق البرلمانية أن يتم إدماج أسئلتها التي كانت لها وحدة الموضوع، وهو ما أزعج كثيرا المسؤولة الحكومية ذاتها. وجاءت أولى الضربات للوزيرة في حكومة عبد الإله بنكيران من الفريق الاستقلالي، الذي أبدى تفاجؤه بالنفايات، قائلا إن "المغرب ماشي مزبلة"، ومسجلا، على لسان البرلمانية نعيمة بن يحي، أن "الحكومة خرقت الدستور، وخصوصا الحق في المعلومة، بسبب الغموض في الأخبار وملابسات الأرقام المتناقضة". وفي مقابل قول البرلمانية الاستقلالية: "إن الحكومة لم تول اهتماما لمصلحة البلاد، التي يجب أن تحكمكم، وليس مصلحة الاتحاد الأوربي"، وصفت رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة، ميلودة حازب، استيراد هذه النفايات ب"الفضيحة التي على الحكومة البحث عن كيفية تجاوزها"، مضيفة: "هذه فضيحة.. والحكومة عودتنا على التناقض". وخاطبت حازب المسؤولة الحكومية بالقول: "جعلتم المغرب مطرحا للأزبال الإيطالية التي تتحكم فيها مافيات.. وجعلتم من الجهة التي تستقبل قمة المناخ مطرحا للنفايات"، مشددة على أنه "لم تجد إيطاليا أي أرض لتحولها إلى مزبلة سوى المغرب". وأضافت البرلمانية المعارضة ذاتها: "الحكومة لم تستحضر المناخ السياسي الذي تعيشه بلادنا، وأننا في استعداد لاستقبال قمة المناخ.. يجب إعادة النظر في هذا الاستيراد"؛ وهو ما دفع رئيس فريق العدالة والتنمية، عبد الله بوانو، إلى مواجهتها بالقول: "إن المشكل الحقيقي الذي يواجه المغرب هو التحكم"، في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة. وطالب بوانو الوزيرة الحيطي بوقف استيراد النفايات الإيطالية، مؤكدا توجه البرلمان إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للقطع مع المشكل، "لأن هناك من يشوش على المغرب في ظل الاستعداد لقمة المناخ العالمية، وفي إطار حملة "زيرو ميكا""، حسب تعبيره. إلى ذلك طالب الفريق الحركي الحكومة بإجراء تحقيق محايد وإحداث لجنة استطلاع، مشددا على ضرورة معرفة حيثيات المشكل، وإعداد مشروع متكامل حول تأثيرات هذه النفايات على صحة المواطنين.