من بين أبرز المواضيع التي أثارتها الصحف التونسية، اليوم الثلاثاء، الوضع الاقتصادي للبلد في ظل تراجع العائدات من السياحة وعلاقته بالتحولات الخارجية، بينما اختارت الصحف الجزائرية إثارة مشروع القانون المثير للجدل حول الانتخابات. واستحضرت صحيفة (المغرب) العملية الإرهابية التي استهدفت فندقا بالمنطقة السياحية القنطاوي في سوسة (140 كلم جنوبتونس العاصمة) وخلفت مقتل 38 سائحا ضمنهم 30 إرهابيا، وتسببت في تراجع لقطاع السياحة سنة 2015 بنسبة 35 في المائة. وذكرت بأن خسائر القطاع أجبرت أزيد من 100 وحدة فندقية على غلق أبوابها، بعد إصدار بريطانيا تحذيرا من السفر لتونس، وبأن هذه الأخيرة لم تنجح في احتواء أزمة القطاع رغم البحث المتواصل عن أسواق جديدة على غرار السوق الروسية التي تعتبرها وزارة السياحة "أملا" بعد مساهمتها في فتح 56 وحدة فندقية كانت أغلقت بعد ضربة منتجع القنطاوي. صحيفة (الصباح) نبشت في التأثير الاقتصادي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي على تونس. فكتبت أن بريطانيا كانت تعتبر الممول الثالث للاتحاد بعد ألمانيا وفرنسا، وأن خروجها سيعيد ترتيب الموازنات والميزانيات وسيرفع من الضرائب بما سيحد من القدرة الشرائية للأوربيين، وبالتالي "سيضعف السوق الأوربية أمام منتوجاتنا وصادراتنا". وحذرت من تأثير الوضع الجديد للاقتصاد الأوربي على المساعدات المقدمة لتونس وأيضا القروض المسندة ليس من أوربا فقط بل من بقية الدول والمنظمات المانحة باعتبار أن حالة الهلع التي أصابت الأسواق العالمية سترفع في نسب الفائدة وستغير من سياسات الإقراض والتداين. وفي مقال لها، اعتبرت جريدة (الصحافة) أن الاقتصاد التونسي سيتأثر بشكل أو بآخر بعد التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، ناقلة عن خبير اقتصادي أن هذا الخروج سيكون له تأثير على تونس على المدى المتوسط، ذلك أن ضعف اقتصاد الاتحاد الأوربي المحتمل سيساهم بدور كبير في ضعف علاقاته الاقتصادية مع تونس باعتبارها الشريك الاستراتيجي، حيث تصدر أكثر من 75 في المائة من منتوجاتها نحو منطقة الأورو التي تستورد منها حوالي 80 في المائة من منتوجاتها، موضحا أن من شأن هذا التباطؤ أن يؤثر على نسق الصادرات وعلى الدينار. الصحيفة ذاتها ، تطرقت وعلى غرار صحف أخرى ، للعلاقة المتوترة بين اتحاد العام التونسي للشغل (أقوى مركزية نقابية في البلاد) ووزير التربية الوطنية ناجي جلول على خلفية الزمن المدرسي للمواسم المقبلة. وقالت الصحيفة إن الاتحاد غاضب من تصريحات صدرت مؤخرا عن جلول جاء فيها أن الثلاثي الراعي للحوار حول إصلاح المنظومة التربوية قد توصل إلى وفاق تام حول الزمن المدرسي، حيث أكد الاتحاد أن حصول ذلك عار عن الصحة، وأنه سيقاطع الحوار الوطني حول التربية، المقرر عقده بشكل دوري. في هذا السياق، كشفت صحيفة (الشروق) أن النقابة العامة للتعليم الثانوي ترفض قرار العودة المدرسية المحدد يوم 12 شتنبر المقبل بالنسبة للتلاميذ و5 منه بالنسبة لرجال التعليم، معتبرة إياه "تعديا صارخا على الحوار الوطني لإصلاح المنظومة التربوية وعلى عمل اللجان المكلفة بذلك". وفي الجزائر، تطرقت الصحف لبيان المجلس الشعبي الوطني (الغرفة السفلى بالبرلمان) جاء فيه أنه أحال 96 تعديلا مقترحا على مشروع القانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات على لجنة الشؤون القانونية والإدارية والحريات. وذكرت صحيفة (الشروق) أن مشروع القانون العضوي الجديد للانتخابات تمت مناقشته، أمس الأول، داخل المجلس الشعبي الوطني، "وسط جدل حاد بين المعارضة والموالاة حول مضمونه"، مضيفة أن مشروع القانون سيعرض للتصويت بعد غد الخميس. وتوقفت صحيفة (الفجر) عند تأكيد وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي خلال الجلسة أن الهدف الوحيد الذي يحدو الحكومة، من خلال إعداد نص مشروع القانون المتعلق بنظام الانتخابات والهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، هو توفير كل الضمانات "من أجل عملية انتخابية نزيهة تستجيب للمعايير الديمقراطية". من جهة أخرى، أثارت صحيفة (الخبر) موضوع التقاعد المسبق الذي خلق قرار إلغائه جدلا واسعا داخل الجزائر، موردة أن 16 نقابة منضوية في التكتل الرافض لإلغاء التقاعد النسبي والمتمسك بضرورة إشراك النقابات المستقلة في مناقشة قانون العمل، ستلتقي يوم السبت المقبل في العاصمة لتنفيذ ما خرج به لقاء سابق حول مراسلة رئيس الجمهورية وطلب مقابلة الوزير الأول، حيث ستبحث النقابات عن صيغة موحدة للمراسلتين. ونقلت عن عضو بالتكتل أن خطوة الاحتجاج ضد هذا القرار واردة، مفيدا بأن كل النقابات تلقت أوامر بتجنيد قواعدها حتى تكون حاضرة في حال الإجماع على الدخول في احتجاجات وطنية. إلى ذلك، واكبت صحف سير الأوضاع في عنابة (شرق) عقب المواجهات التي اندلعت بين قوات الأمن وباعة متجولين مؤخرا، حيث ذكرت صحيفة (النهار) أن مصالح أمن ولاية عنابة أوقفت، إلى غاية نهار أمس، ما يزيد عن 26 شخصا تتراوح أعمارهم بين 22 و38 سنة، تورطوا في أعمال الشغب والتجمهر والاعتداء على قوات الأمن.