اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الثلاثاء، بجملة مواضيع في مقدمتها الإرهاب الذي يضرب في أكثر من مكان وسبل مواجهته، والقضية الفلسطينية ، والعلاقات التركية الإسرائيلية، فضلا عن مواضيع محلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأخبار) ،على غرار أكثر من صحيفة،عن ظاهرة تسريب أسئلة امتحانات الباكالوريا ، على ضوء قرار وزارة التربية والتعليم الأخير، بإلغاء الامتحانات في بعض المواد وتأجيل بعض الامتحانات الأخرى عدة أيام، وقالت إنها " ضجة مستحقة وفي مكانها وموضعها الصحيح تماما ، ولكنها في نفس الوقت لا يجب أن تحجب عنا جميعا صحة وضرورة ما تم اتخاذه من قرارات" من قبل الوزارة. وأكدت أن ما تم اتخاذه من قرارات هو إجراء واجب وضروري للحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، واتاحة الفرصة العادلة لهم جميعا لتحديد مستواهم الدراسي والتحصيلي، والتصدي العملي لظاهرة الغش ووضع حد لها. وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الجمهورية) في مقال أن " مأساة نصف مليون طالب" بالباكالوريا دخلت كل بيت في مصر " وهي مأساة حقيقية ناجمة عن جريمة فساد متكاملة الأركان واجبة التحقيق والاتهام والمحاكمة والردع". واعتبرت أن تأجيل امتحانات الثانوية العامة واللجوء إلى نظام جديد لطبع الاسئلة في مؤسسة سيادية" خطوة جادة تأخرت بعض الوقت(..)المهم الان اتخاذ اجراءات مشددة لضمان عدم التسريب في الحلقات المتتالية" بين طبع الاسئلة ووصولها إلى أيدي الطلاب. وتناولت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها الموضوع نفسه وقالت بالخصوص إن الظاهرة كانت قد بدأت في المدارس الخاصة أولا لتمتد منها للمدارس الحكومية و"أخطأت وزارة التربية والتعليم في علاج الظاهرة في وقت مبكر" داعية إلى العمل لإصلاح ذلك. وفي قطر كتبت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها أنه عندما يزور الأمين العام للأمم المتحدة الأراضي الفلسطينية المحتلة ، "سيجد كيف تؤثر السياسات الاسرائيلية الخطيرة على مستقبل المنطقة، وكيف ستنتكس سياسة فرض الأمر الواقع التي تعتمدها تل أبيب على مستقبلها ومستقبل المنطقة، " . و ترى الصحيفة أن إبقاء نحو مليوني شخص في غزة تحت وطأة الحصار الجائر المفروض عليهم جوا وبحرا وبرا منذ تسع سنوات، وتعرضهم لثلاث حروب مدمرة، "أسهم في تدهور الحالة الإنسانية بشكل كبير، وبات يهدد بانفجار الأوضاع" ،مبرزة أن الوضع المأساوي في الاراضي المحتلة ومحاولات اسرائيل فرض التقسيم الزماني والمكاني على الأقصى ومخططات تهويد القدس، "أمور تتطلب من الأممالمتحدة التحرك الفوري لتطبيق قراراتها المجمع على شرعيتها خاصة القرار 242 والقرار 194 لوقف معاناة الفلسطينيين في ظل هذا الاحتلال الغاشم الممتد منذ أكثر من 68 عاما". بدورها ، اعتبرت صحيفة ( الراية) أن ممارسات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني "ترقى إلى مستوى "العقاب الجماعي، وأن مجلس حقوق الإنسان عاجز عن حمايته" ، مؤكدة أن على إسرائيل أن تفهم أن مواصلة سياساتها وممارساتها العنصرية التي لا تؤمن بالسلام وإنهاء الاحتلال، وسعيها لنشر الإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة، "لن يمكنها من كسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهتها من أجل استعادة كافة حقوقه المشروعة". وبعد أن أعربت عن اسفها لفشل المجتمع الدولي في وضع حد لتلاعب إسرائيل بالشرعية والجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية، شددت الصحيفة في افتتاحيتها على أنه " آن الأوان ليتحمل العالم مسؤولياته الكاملة الأخلاقية والقانونية تجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، وإجبار إسرائيل على الانصياع لالتزاماتها بموجب القانون الدولي". وبلبنان كتبت (الجمهورية) معلقة على التفجيرات التي وقعت أمس في القاع على الحدود مع سوريا أن "لبنان مجددا في مرمى الإرهاب، (...) أبى المجرمون إلا أن يطعنوا لبنان، من أدناه إلى أقصاه، في خاصرته الشرقية، من القاع (..) التي طالما شكلت عنوان الألفة والعيش الواحد بين الجناحين المسيحي والمسلم". وأضافت أن الإ رهابيين تسللوا تحت جنح الظلام، وارتكبوا، مجزرة مزدوجة بدم بارد في عمليتين ارهابيتين، الاولى عند بزوغ فجر الاثنين، والثانية بعيد العاشرة ليلا. واعتبرت الصحيفة أن التفجيرات هي جرس إنذار لكل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ومذاهبهم وطوائفهم وسياساتهم، للحيطة والحذر ومزيد من اليقظة والتنبه بأنه صار عليهم ان يشكلوا مجتمعين، مظلة الأمان لهم ولبلدهم، عدو هم واحد هو الارهاب الذي يهددهم جميعا. أما (المستقبل) فنقلت عن مرجع عسكري تأكيده أن هذه التفجيرات "لم تأت مفاجئة"، موضحا أنها تربط بالمعطيات الاستخباراتية التي كانت تشير إلى إمكانية استهداف الساحة الداخلية اللبنانية بعمليات إرهابية من هذا النوع،. وشدد المرجع للصحيفة على أن "اليقظة" العسكرية والأمنية في أعلى مستوياتها، مشيرا أيضا إلى أن ذلك لا يمنع " وجود ثغرات معينة يستغلها الإرهابيون لتنفيذ عملياتهم الانتحارية الإجرامية"، مؤكدا في هذا المجال امتلاك المحققين في التفجيرات خيوطا متينة يجري العمل على تتبعها لكشف كامل ملابسات العمليات الانتحارية التي وقعت بالأمس بالبلدة. من جهتها أبرزت (السفير) أن البلدة خاضت، أمس، حربا ضروسا مع الإرهاب على مدى أربع وعشرين ساعة كاملة، وبلغت حصيلتها شبه النهائية خمسة شهداء وأكثر من 25 جريحا، معلقة على التفجيرات بالقول إنه وقبل أن يحتل (داعش) الإ رهابي المشهد الميداني على جزء كبير من الحدود اللبنانية السورية شرقا، بشراكة تنافسية مع (جبهة النصرة)، كان أهل المثلث الحدودي في محافظة بعلبك الهرمل، وبالذات بلدات القاع ورأس بعلبك والفاكهة والهرمل والعين واللبوة وعرسال من الجهة الأخرى، يعيشون قلقا يفرض عليهم أن يكونوا على سلاحهم لصد الغارات المحتملة لهذه المجموعات التكفيرية المسلحة. وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن البلدان الصغيرة، مثل البحرين، لها إمكانيات أكبر لتعزيز وجود وتماسك مجتمع واحد فقط، وهذه الإمكانيات متوافرة للجميع من مسؤولين وناشطين ومهتمين بالشأن العام، مؤكدة أنه لذلك، فإنه "سيكون من المؤسف جدا ألا نرى كل ما يتوافر أمامنا من إمكانات، كما سيكون من المؤسف اعتماد خطاب (نحن وهم)..". وكتب رئيس تحرير الصحيفة، في مقال بعنوان " بلد واحد.. ومجتمع واحد"، أنه منذ اندلاع "انتفاضات وثورات وأحداث الربيع العربي" في مطلع 2011، فإن مختلف بلدان العالم العربي تواجه تحديات جمة، ولعل أهمها يتمثل في إمكانية الحفاظ على سيادة البلد الواحد، وأن يكون بداخله مجتمع واحد، موضحا أنه من السهل أن تبقى الحدود الرسمية للبلد على ما هي عليه، كما هو الشأن في ليبيا وسورية والعراق وغيرها، "إلا أن التحدي هو في أن هذه الحدود السيادية تعني بلدا واحدا ومجتمعا متماسكا وواحدا". ومن جهتها، أكدت صحيفة (الوطن) أن الدولة لجأت للسلطة القضائية لتنهي بدعواها التي تقدمت بها وطلبها لحل جمعية (الوفاق الإسلامية) "حقبة زمنية سادها الانحراف في العمل السياسي، حتى أصبح طلب حل هذه الجمعية طلبا شعبيا ملحا من أجل أن يأمن هذا الوطن ويعيد ترتيب بيته من جديد وفق أسس ديمقراطية سليمة". وأعربت الصحيفة عن التطلع إلى "بحرين خالية من أي مؤسسة طائفية، وخالية من أي سلطات تعد نفسها فوق سلطات الدولة، بحرين ينضبط شعبها بالقانون ويلتزم به وتلتزم مؤسساتها بتطبيق القانون وتفعيله على جميع المستويات سياسية أو غير سياسية (..)". وبالأردن، كتبت صحيفة (الدستور) أنه حين "ندقق في خطر التنظيم الإرهابي الذي تبنى عملية "الركبان"، وخطر الأفكار المتطرفة التي تصب في اتجاه التنظيم، "نجد أن بلدنا أمام حرب مفتوحة وخطيرة"، مشيرة في مقال إلى أن التعامل معها بمنطق الحلول التقليدية لا يكفي، وأن الاستناد لنظرية "أننا ننتج التطرف ونصدره" دون أن يكون له "حواضن" اجتماعية في المجتمع، يحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر. واعتبر كاتب المقال أن الإرهاب وكذلك التطرف أصبحا يدقان "أبوابنا بقوة"، وإذا كانت "ثقتنا بمؤسساتنا الأمنية والعسكرية ستعفينا من الحديث عن أي تقدير للموقف أو مقاربة لمواجهة خطر التنظيم القادم من وراء الحدود أو من داخلها، فإن من واجبنا أن نطالب حكومتنا ومؤسسات مجتمعنا بالتصدي لخطر التطرف الذي يتنامى، ليس فقط من خلال استراتيجيات توزيع الأدوار والمهمات (...)، وإنما من خلال ثورة حقيقية تشمل المجالات الدينية والثقافية والسياسية والتعليمية (...)". وفي موضوع آخر، ذكرت صحيفة (الغد) أنه بعد مفاوضات ماراطونية طويلة، توصلت تركيا وإسرائيل لاتفاق يطوي صفحة أزمة "مرمرة"، ويفضي إلى عودة السفراء، وتطبيع العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الطرفين. وأشارت الصحيفة، في مقال، إلى أن الأهم من ذلك أن تركيا استعادت حضورها الميداني في الملف الفلسطيني، مبرزة أن الاتفاق حقق نصف المطلب التركي برفع الحصار البري والبحري عن قطاع غزة، وذلك بموافقة إسرائيل على دخول المساعدات التركية إلى القطاع المحاصر، واستئناف العمل بمشاريع خدمية تمولها الحكومة التركية (...). وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة (الرأي) أن "أردوغان" بلا شك رضخ لضغوط شديدة للعودة إلى الحضن الإسرائيلي ولم يكتف بالتنازل عن مطلب رفع الحصار عن غزة، بل سلم (حماس) إلى المقصلة بثمن بخس قوامه أن يبعد النار عن حدوده ويزيح القلاقل الداخلية عن حكمه، مشيرة في مقال إلى أن إسرائيل هي المستفيد من عودة العلاقات مع تركيا، و "أردوغان" باع كل التزاماته السياسية الكلامية تجاه غزة والقضية الفلسطينية عموما في مقابل أن يحافظ على مصالح تركيا. وفي جانب آخر، ذكر كاتب المقال أن "أردوغان" يعلم أن الروس باتوا يمسكونه من معصمه سيما و أن المعارك في حلب قد تقذف شظاياها وتؤلمه في أية لحظة وخصوصا بعد أن بات للأكراد موطىء قدم في "منبج"، فسارع إلى الارتماء عند قدمي القيصر الروسي، مضيفا أن كل الدول الإقليمية تركض وراء مصالحها إلا العرب "يرقبون تفتت بلادهم وضياعها، الكل يربح و العرب الخاسر الوحيد".