اهتمت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الأربعاء، بموضوع الإرهاب والجماعات المتطرفة، والعلاقات بين الفصائل الفلسطينية، والأزمة الليبية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في عمود بعنوان (الغرب لن يحارب داعش) أنه رغم الجرائم التي ارتكبها هذا التنظيم مؤخرا في تونس "مذبحة السائحين البريطانيين" والكويت وفرنسا ، وشملت دولا في ثلاث قارات، واعتبرها العالم نوعا من إعلان الحرب على اوروبا من قبل (داعش)، يشكك الجميع في امكانية ان تكون اوروبا جاهزة لدخول هذه الحرب او مستعدة لمواجهة هذا التحدي، من خلال جهد جماعى يقتلع (داعش) من جذورها. واعتبر الكاتب الصحفي المخضرم مكرم محمد أحمد في عموده أن الأوروبيين لن يفعلوا ذلك لانهم يرون فى وجود (داعش) و(القاعدة) فوائد جمة ينبغى الحرص عليها حتى تظل منطقة الشرق الاوسط والعالم العربى فى احتياج شديد إلى مظلة أمن اوروبية أو أمريكية مؤكدا أن الاوروبيين والامريكيين هم المستفيدون الوحيدون من وجود داعش والقاعدة وفى أحضانهم نمت هذه التنظيمات وكبرت. وخصصت صحيفة (الجمهورية) افتتاحيتها بعنوان (السلاح.. في كل مكان) لموضع الإرهاب وسبل مواجهته فتحدثت عن مغزى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي مرتديا الزي العسكري إلى سيناء تعبيرا عن إصرار الدولة شعبا وحكومة على استئصال جذور الارهاب وتصفية عصابته في الوقت الذي "نسير فيه علي طريق التنمية في مصر كلها وخاصة في سيناء". وأكدت أن "مستقبلا مشرقا ينتظر مصر 30 يونيو إذا توحدت الصفوف وتكاثفت الأيدي وحملت السلاح، كل مواطن في ميدانه. لنحارب الارهاب ونبني الوطن". وتحدثت صحيفة (الأخبار) في عمود لأحد كتابها عن مشروع قانون الإرهاب الذي طرحته الحكومة والجدل الدائر حوله وقالت إن هذا المشروع وضع "قيدا على الحريات(..) " مؤكدة أنها ضد الحبس في قضايا النشر ومن الممكن الاكتفاء بالغرامة، خاصة أن تقييد الحريات لن يوقف الإرهاب أو يمنعه مطلقا. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "الفلسطينيون يستحقون قيادة أفضل"، أن الأطراف الفلسطينية التي تصر على تغليب خلافاتها الفصائلية والشخصية على قضية شعبها المفترض أنها مؤتمنة عليها، وتلجأ إلى مختلف السبل والذرائع للحيلولة دون تحقيق وحدة وطنية يحتاجها الشعب الفلسطيني (..)، فهي إما تسير نحو حتفها بقدميها، أو غبية ومجنونة." وأكدت الافتتاحية أنه "إذا كانت السلطة وحركة حماس قد استطابتا تقاسم سلطة زائفة، واحدة تحت الاحتلال وأخرى تحت حصاره، فالأحرى بهما أن يرحلا لأنهما لا يستأهلان تولي أمانة تحتاج إلى رجال يؤثرون العام على الخاص ومصلحة الشعب على مصالحهم". أما صحيفة (البيان)، فتطرقت في افتتاحية بعنوان "مخططات إرهابية فاشلة"، إلى إعلان ثلاث دول عربية (تونسوالأردن ومصر) عن تمكنها مؤخرا من إحباط مخططات إرهابية ، وهو ما " يشير إلى تعاظم الأخطار في المنطقة العربية، وإلى أن الإرهاب لا يريد ترك هذه المنطقة دون تخريبها". وأبرزت أن الإرهاب يشتد في أكثر من موقع، و"الكارثة أن لكل طرف دوافعه، لارتكاب هذه الجرائم التي تتغطى بعناوين دينية ومذهبية وسياسية، ولا يمكن أن يتم تنفيذ أي مخطط من دون أن تكون هناك ثغرات تم التسلل عبرها، سواء عبر مواطني بعض الدول العربية، أو عبر وسائل كثيرة". وحذرت الافتتاحية من صعوبة الوضع مستقبلا "في هذه المنطقة التي يتم ذبحها يوميا على يد عملاء وخونة ومضللين بالشعارات" مؤكدة أن حفظ الحياة الإنسانية، وصيانة كرامة البشر، والحياة والرفاه والمستقبل، تعد أطواق النجاة، أمام كل هذه الهجمات السوداء في هذا الزمن. وفي قطر ، كتبت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها بمناسبة تخليد ذكرى حرب الخمسين يوما، والعدوان الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة في السابع من يوليوز الماضي، أنه مع كل الدمار والحصار، "تقف غزة صامدة في مواجهة التخاذل العربي والدولي، في لجم حروب الاحتلال المتكررة وحصاره الظالم واللاانساني بحق الشعب الفلسطيني، وعجزه حتى عن دفع جهود الاعمار وانفاذ الوعود والتعهدات" التي وعد بها المجتمع الدولي في مؤتمر إعادة إعمار غزة بالقاهرة قبل تسعة اشهر . وبعد أن أشارت الى أنه منذ عام 2006 واكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة يعيشون تحت الحصار وكل اشكال العقوبات الجماعية التي جعلت من القطاع اكبر سجن في العالم وفي التاريخ، نوهت الصحيفة بوقوف السلطات القطرية الى جانب ابناء الشعب الفلسطيني من خلال تقديم كل اشكال الدعم اللازمة، سياسيا واقتصاديا وانسانيا. على صعيد آخر، اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن توقيع صندوق قطر للتنمية امس الثلاثاء اتفاقية مع الهلال الأحمر القطري لإغاثة النازحين الليبيين المتضررين من الأحداث، بقيمة 10 ملايين دولار ،يأتي تلبية لنداء استغاثة النازحين الليبيين "الذين تشردوا وذاقوا مرارة النزوح جراء المعارك والأحداث الجارية في ليبيا .." . وذكرت الصحيفة أن قطر "دعمت العملية السياسية في ليبيا وما زالت تدعم جهود الأممالمتحدة في إبرام حل سياسي يõنهي الأزمة في البلاد على صيغة لا غالب ولا مغلوب" ، مبرزة أن جميع الأطراف "منتصرة لأنها ستبني ليبيا الغد سوي ا دون تدخلات خارجية تهدف لإعادة ليبيا إلى مرحلة ما قبل ثورة فبراير". وفي الأردن، كتبت جريدة (الرأي)، في مقال بعنوان "المناطق العازلة في سوريا.. مسؤولية من¿"، أن المناطق العازلة في سوريا باتت حاجة ملحة لدول عدة في الإقليم وليس للأردن وحده، فلبنان وتركيا أيضا باتا في أمس الحاجة لخيارات استراتيجية تحمي العمق الجغرافي لهذه الدول من مغبة تطورات الاقتتال بمحاذاتها. وبعد أن أشارت الجريدة إلى أن "مصنع القرار السياسي في الأردن يتفحص الانسجام الإقليمي والدولي بخصوص المناطق العازلة بدعم أممي، دون الإعلان عن تصورات الأردن بهذا الخصوص (...)"، قالت إن الدول المتضررة في الإقليم، وحصرا الأردنولبنان وتركيا، تحتاج أن تتوجه إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن بطلب إقامة مناطق عازلة تتولى تأسيسها وإدارتها قوات أممية. واعتبرت صحيفة (العرب اليوم)، في مقال بعنوان "الثقافة في مواجهة فكر الدواعش"، أن "غياب" المثقفين الأردنيين "الفظيع" عن المشهد الثقافي والسياسي والاجتماعي الأردني، في ظل احتدام المعركة الثقافية ضد التطرف والانغلاق والجهل، "هو الذي يفسح المجال لأصوات الظلام لكي تأخذ الحيز الذي لا تتم تعبئته بالثقافة والفكر الجاد والمحترم". ورأت الصحيفة أن في الأردن معركة ثقافية فكرية مجتمعية ضد الفكر المتطرف، وأنصار الفعل الإجرامي الداعشي، وأن "على المثقفين الحقيقيين أن يقولوا شيئا، أن ينيروا الطريق أمام الناس". وسجلت جريدة (الغد)، في مقال بقلم الوزير الأسبق مروان المعشر، أن العالم الغربي بدا، بعد مرور 48 عاما على الاحتلال الإسرائيلي، ووضوح عدم جدية الحكومة الإسرائيلية، وخاصة برئاسة بنيامين نتنياهو، لإنهاء الاحتلال، أكثر استعدادا لقبول مبدأ مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات، وأقل اكتراثا بالتهديدات الإسرائيلية. وأشارت الجريدة إلى أنه أصبح واضحا، منذ بدء حملة المقاطعة قبل عشر سنوات، أن استمرار التعنت الإسرائيلي يقابله ازدياد ملحوظ في تقبل المجتمع الغربي لفكرة المقاطعة، مؤكدة أن هذه الحملة باتت تقلق إسرائيل، وأنها "تهدف للتوصل إلى حل الصراع بموجب القرارات الدولية، وبالطرق السلمية". وفي البحرين، أبرزت صحيفة (الوطن) الفكرة السائدة في الغرب والتي مفادها أن "أبلسة السنة" وتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط ستؤدي إلى حماية المصالح الغربية، وتعظيمها مستقبلا، وضمان التفوق الغربي دائما، بتزامن مع تحولات جذرية في ثوابت المصالح، موضحة أنه طوال العقود الماضية كان التحدي للغرب هو مصالحه الإستراتيجية في الشرق الأوسط التي تتمثل ثوابتها في ضمان أمن إسرائيل، وضمان أمن النفط باعتباره أساس الاقتصاد الدولي. وأضافت أن تنظيم (داعش) "لم ولن يستهدف إسرائيل لأنه مازال منشغلا بتشكيل دولته"، وأن إسرائيل ستظل بعيدا عن أي مواجهات مع هذا التنظيم إلا إذا قررت قوات التنظيم الدخول في مواجهة معها، أو استهداف أراضيها، وإلى أن يتحقق ذلك، "سيظل الهدوء السمة الأبرز تجاه علاقات إسرائيل Ü (داعش)". ومن جانبها، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أن الأعمال الإرهابية بالمنطقة تحولت من حالات عابرة إلى ظاهرة تنبئ بمستقبل شديد الحساسية والخطورة، مبرزة أن ما تشكله الجماعات الإرهابية من تهديد لأمن واستقرار شعوب ودول المنطقة، يجب أن يؤخذ على محمل الجد، وأن يتحول التعامل مع هذه المخاطر من ردود الفعل إلى عمل مدروس ضمن إستراتيجية بعيدة المدى تأخذ في الاعتبار المصالح المستقبلية للأوطان العربية ولجميع المكونات المجتمعية. وأوضحت أن الإرهاب يمثل تهديدا طويل الأمد إذا ما ترك يكبر من دون معالجة أسبابه واستئصال مقوماته وقطع شرايين تغذيته، مبرزة أن الخطر لا يهدد مكونا أو بلدا دون آخر، ذلك أن الأعمال الإرهابية "طالت جميع المكونات الدينية والعرقية في بلداننا وفي البلدان الأخرى من دون تمييز". وفي لبنان، استأثر تهديد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر بالنزول الى الشارع إثر خلاف مع الحكومة حول التعيينات في مناصب القيادات الأمنية خاصة الجيش الذي يصر على عدم التمديد لقائده الحالي، باهتمام كل الصحف، إذ أبرزت (الجمهورية) أن "الخلاف العوني الحكومي، شرع الأبواب أمام كل الاحتمالات، واستحضرت كل السيناريوهات في ضوء تصميم ميشال عون على المضي قدما في المواجهة". وهذا الوضع، تقول الصحيفة، وضع جلسةó مجلس الوزراء، التي يتمسك رئيس الحكومة تمام سلام بعقدها غدا، تحت المجهر، ل"ترقب معالم المرحلة المقبلة بعد ارتفاع حدة الاشتباك السياسي". وفي ذات السياق، أشارت (الأخبار) الى أن الأزمة بين (التيار الوطني الحر) و(تيار المستقبل) الذي يتزعمه سعد الحريري "تستعر". إلا أن "ماكينة" الاتصالات السياسية، وفق الصحيفة، "تحاول نزع فتيل التفجير"، مضيفة أن ابرز من تولى الاتصالات (حزب الله)، الذي أكد وقوفه إلى جانب حليفه" عون، محذرا "من تجاوز مكونات رئيسية في مجلس الوزراء". أما صحيفة (المستقبل) الناطقة باسم (تيار المستقبل) متزعم قوى 14 آذار، فاعتبرت أن عون مصمم "على التموضع خلف متاريس التعطيل والتنكيل بمؤسسات الدولة"، موضحة أن "ما يجسد شخصانية الأزمة التي يخوضها في مواجهة الحكومة وجميع اللبنانيين من غير المنصاعين إلى طموحاته السياسية (الوصول الى سدة الرئاسة) استطاع الجنرال اختصاره بكلمات معدودات بالغة الدلالة في توصيف الحالة حين قال: "من هم هؤلاء الذين يقفون بوجهي¿ أنا العماد ميشال عون". من جانبها أبرزت (السفير) أنه "إذا كان إشعال فتيل الشارع مجددا في يد العماد ميشال عون، وأولى تباشيره مسيرات برتقالية (رمز التيار الوطني الحر) سيارة بدءا من اليوم، فان إطفاءه في يد الرئيس سعد الحريري. وأوضحت أن زعيم (تيار المستقبل) سعد الحريري "وحده قادر، لو أراد أو استطاع، على منع حصول الانفجار الكبير الذي من شأنه أن يهدد بتداعيات جسيمة، في أكثر من اتجاه، لكن مسار سلوكه جعل خصومه، وخصوصا عون، يرسمون الكثير من علامات الاستفهام حول نيته وقدرته، على حد سواء". وتساءلت الصحيفة، هل يطلق الحريري مبادرة تحتوي الأزمة، قبل انفجارها، وهل يبتكر تمام سلام طريقة لمنع الصدام في جلسة مجلس الوزراء غدا، حتى لا تتحول حكومة المصلحة الوطنية الى حكومة الإضرار بها، مبرزة أن "الساعات المقبلة قد تحمل معها الأجوبة المنتظرة"، معتبرة أنها ،حتما، "ستعيد الأمور الى نصابها وتمنع ذهاب البلد الى الفوضى التي لا تضمن لأحد الربح".