اهتمت الصحف العربية،الصادرة اليوم الأحد، بعدة مواضيع في مقدمتها تصويت البريطانيين على خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي واصفة ذلك ب"الزلزال"، وموضوع الإرهاب ،ومواضيع أخرى محلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الاهرام) في افتتاحيتها بعنوان (بداية -الربيع الأوروبي- " أنه بمجرد إعلان نتائج استفتاء بريطانيا " انفجرت الدعوات المطالبة بانفصال بلدان ومناطق عديدة عن محيطها الكبير والاتجاه نحو الاستقلال" مما أثار المخاوف من بدء ظاهرة التفتت الأوروبي، فيما يشبه التفتت الذى تعانيه بعض الدول العربية حاليا، فيما يسمى (الربيع العربي). واعتبرت أن العالم الآن " أمام زلزال، أو تسونامي، يضرب فكرة الكيانات الكبيرة فى العالم(...)وأحد التفسيرات لهذا الإعصار، أن الغضب الذى يملأ نفوس أفراد الشعوب انعكس فى صورة رفض هذه الشعوب البقاء معا، وتحمل تبعات ومسؤوليات هذا البقاء.وبالتأكيد فإن الأزمات الاقتصادية الخانقة، فى كثير من الدول، تمثل أحد الأسباب المهمة". وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الأخبار) ،في مقال، أن نتيجة هذا الاستفتاء جاءت بمثابة "الضربة المفاجئة" لرئيس الحكومة دافيد كاميرون وحكومته وأيضا لغالبية الأحزاب والسياسيين البريطانيين. وأضافت أن "الزلزال البريطاني" أصاب اوروبا بصدمة بالغة، وموجة كاسحة من القلق والترقب،كما أن هذه النتيجة يعتبرها البعض" بمثابة المسمار العنيف في نعش الاتحاد الاوروبي" لانها تفتح الباب واسعا أمام بداية التفكك الفعلي للاتحاد الاوروبي. أما صحيفة (المصري اليوم) المستقلة فنقلت عن وزير الكهرباء محمد شاكر قوله إنه تم الانتهاء من جميع النقاط العالقة في المفاوضات الجارية مع شركة (روزاتوم) الروسية النووية لإقامة محطة نووية بمنطقة الضبعة في مرسى مطروح (شمال مصر). وأضاف شاكر الموجود في موسكو حاليا إنه التقى مسؤولي الشركة لمناقشة تلك النقاط مشيرا إلى أن هناك مجموعات عمل مصرية يتم إبلاغها بتطورات المفاوضات للعمل عليها . وفي البحرين أبرزت الصحف نجاعة الإجراءات القانونية الأخيرة التي اتخذتها المملكة في حق جهات وأشخاص،وقالت صحيفة (الأيام) إن هذه الإجراءات وضعت البحرين بعيدا عن دائرة العنف والفوضى التي تكتوي بها كثير من الدول العربية حاليا، مؤكدة أن التهديدات التي صدرت بالخارج حيال اتخاذ المملكة قرارات سيادية في قضايا هي من صميم قضاياها الداخلية، "لن تخيف البحرين" لأنها " دولة قوية وعلى كافة المستويات". وكتبت الصحيفة أن للبحرين "جيش قوي عصري قادر على صد أي عدوان خارجي تتعرض له وهزيمة هذا العدوان. وقد أثبت جيشنا الباسل قدراته الكبيرة، وكفاءته القتالية العالية بكل المعارك التي خاضها"، مضيفة أن للبحرين، أيضا، قوات شرطة "شجاعة ومتطورة أقامت حالة من الأمن الداخلي القوية التي تفتقدها دول عربية (..) وللبحرين تأييد سياسي واسع النطاق في كل أنحاء العالم، ووضع اقتصادي قوي ومتين يساعدها على مواجهة كل الظروف الصعبة". ومن جهتها، أكدت صحيفة (أخبار الخليج) أن الخطوات التي بدأت بها البحرين في "مواجهة أذرع إيران من خلال العنوان الأبرز لهذا الطابور وهي جمعية (الوفاق) ومرجعيته الدينية والسياسية، عيسى قاسم، لا بد أن تكون في إطار حملة خليجية متناسقة ومتكاملة لضرب كل الوجوه والجماعات والأحزاب المرتبطة بالمشاريع الخارجية في الخليج ككل التي من خلالها تعمل (الجهات الخارجية) على ضرب أمن واستقرار دول الخليج تحت مسمى معارضة ونشطاء وحقوقيين". وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء لا يمتون بصلة إلى كونهم معارضة، "بل لهم كل الصلة في كونهم مجرد أدوات للخارج لتدمير دول الخليج العربي من داخلها، وسحبها إلى ساحات الفوضى والصراع والاقتتال الطائفي، حيث يكون النموذج المأساوي للعراق هو النسخة التي تريدها إيران وتريدها أمريكا والغرب!". وبالأردن وفي مقال تحت عنوان "حمى الاستفتاءات.. (الوباء) البريطاني!!"، كتبت صحيفة (الرأي) أنه ما أن أ علنت نتائج الاستفتاء الذي ذهب إليه البريطانيون حتى اندلعت دعوات شامتة محمولة على ابتهاج من أنصار الطلاق مع الاتحاد الأوروبي في عدة دول من أعضاء الاتحاد، تزعمتها الأحزاب اليمينية التي تبني إيديولوجيتها على كراهية الأجانب ، فضلا عن شعورهم بأن الاتحاد ينتقص من سيادة بلدانهم ويجعلهم رهائن لبيروقراطية بروكسيل. وأضافت الصحيفة أن الدعوات إلى الاستفتاء لم تقتصر على الداعين للانفصال عن الاتحاد في دول لم تنسجم ذات يوم مع الاتحاد وقوانينه وآلياته، بل ثمة من وجدها فرصة للاستقلال الحقيقي عن المملكة المتحدة وبخاصة الاسكتلنديين والايرلنديين الشماليين، مشيرة إلى أن القوميين الاسكتلنديين وجدوا في استفتاء "الخميس التاريخي" فرصة لتجديد دعواتهم إلى الانسلاخ عن بريطانيا ولكن هذه المرة من بوابة "البقاء" في الاتحاد الأوروبي. من جهتها، واصلت صحيفة (الدستور) الحديث عن الحادث الإرهابي الأخير الذي وقع على الحدود الشمالية - الشرقية للمملكة، مشيرة إلى أن هذا الحادث الجبان بحق أفراد من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في منطقة الركبان، كان نقطة تحول تجاه التعامل مع ملف اللاجئين السوريين وكان له وقع ودروس وعبر. واعتبرت الصحيفة، في مقال، اجتماع ملك البلاد بمجلس السياسات كان له نتائج مباشرة وسيادية للدولة الأردنية أسفرت عن إغلاق الحدود الشرقية والشمالية واعتبارها منطقة عسكرية مغلقة، ووقف إنشاء مخيمات للاجئين السوريين، مضيفة أن هذه القرارات فيها عين الصواب وتضع المجتمع الدولي والمنظمات الأممية أمام مسؤولياتهما ". وفي السياق ذاته، وتحت عنوان "مصالح الأردن أولا"، كتبت صحيفة (الغد)، في مقال، أنه منذ سقوط سورية في غياهب الحرب الأهلية والإرهاب، استهدفت سياسة المملكة تحصين حدودها ضد الاختراق وتخفيف انعكاسات الفوضى السورية على "مجتمعنا"، وتقديم المساعدة الممكنة "للأشقاء" السوريين، بيد أن العمل الإرهابي على حدود المملكة المقابلة لمخيم "الركبان"، تضيف الصحيفة، غير المعادلة، إذ أثبت صحة القلق من اختراق الإرهابيين للمخيم، و"بات فرضا على الأردن إعادة ترتيب آلية مواجهته للخطر القادم من الشمال". وذكرت الصحيفة أن الأردن أثبت عملا أنه لم يتوان عن أداء واجبه الإنساني، لكن دماء الشهداء تستوجب سد أي ثغرة إنسانية أو سواها، يمكن أن يستغلها الظلاميون لاستهداف المملكة، مبرزة أن مخيم "الركبان" فيه أبرياء يدفعون ثمن بطش نظامهم وهمجية الإرهابيين، لكن بينهم أيضا إرهابيون. وفي قطر ، أشادت الصحف بالحملة المشتركة لإغاثة الصومال التي انخرطت فيها عدد من المؤسسات القطرية الخيرية ، فاعتبرت صحيفة ( الراية) في افتتاحيتها أن هذا الانخراط " يؤكد على الموقف القطري الثابت الداعم للشعب الصومالي الذي يواجه الكوارث الطبيعية (..) والكثير من المشاكل والصعوبات بسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني". و قالت إن قطر ومن خلال العمليات الإغاثية التي بدأتها بالصومال عبر منظماتها الخيرية "تؤكد أنها لن تتأخر أبدا في إنقاذ أي مواطن صومالي وأن هذا الدعم والذي يستهدف أكثر من 200 ألف سخص يمثل البداية لمشروعات إغاثية وطبية ستمتد في جميع أرجاء البلاد "مبرزة أن تدشين الحملة القطرية لإغاثة الصومال " فتح الباب واسعا للدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي من أجل التحرك العاجل خاصة أن الوضع المأساوي الذي يواجه سكان الصومال يتطلب موقفا موحدا وسريعا لتفعيل حملات الإغاثة". بدورها ، اعتبرت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها أن الدول العربية بحاجة اليوم للتكاثف والتعاضد أكثر من أي وقت مضى، بما في ذلك الأخذ بيد الدول المتضررة من طاحونة الإرهاب والعنف، حتى يتحقق الأمن القومي العربي المنشود . و من هذا المنطلق ، لاحظت الصحيفة أن "دعم الأشقاء في الدول العربية والإسلامية يأتي في صدارة أولويات قطر"، مبرزة أن المشروع الإنساني الضخم الذي انخرطت فيه المؤسسات القطرية الخيرة في الصومال " جاء يؤكد من جديد البعد الانساني والأخلاقي للسياسة القطرية تجاه الأشقاء ومؤازرتهم في أوقات الشدائد والمحن".