مباشرة بعد أداء صلاة التراويح، ليل أمس الجمعة، حجّ المئات من محبي فن المديح والسماع، أفرادًا وجماعات، راجلين ورُكبانا، إلى المركب الثقافي الواقع بشارع مولاي يوسف، وسط مدينة خريبكة، من أجل حضور أمسية صوفية نظمتها الطريقة القادرية البودشيشية. وعرفت الأمسية تقديم وصلات إنشادية في المديح السماع، قدمها عدد من الأطفال ضمن فرقة "براعم الطريقة القادرية البودشيشية"، وومضات صوفية أخرى أدتها فرقة محلية من شباب الطريقة، أمام جمهور فاق عدده الطاقة الاستيعابية للمركب الثقافي؛ حيث قدّر المنظمون عدد الحاضرين ب700. وحضر الأمسية الدينية مريدو الطريقة القادرية البودشيشية بالمدينة وضواحيها، وممثلون عن كل من المجلس العلمي المحلي بخريبكة، والمندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمجلس الجماعي، وثلّة من الفعاليات الجمعوية، وعدد كبير من محبي السماع والأمداح النبوية. محمد السعيدي، مقدّم الطريقة القادرية البودشيشية بخريبكة، أشار إلى أن "الأمسية تهدف إلى إحياء القيم الأخلاقية والروحية لدى الحاضرين، من جهة، وترسيخ الثوابت الدينية والوطنية، من جهة ثانية، انطلاقا مما تؤمن به الطريقة القادرية البودشيشية، باعتبار الإسلام دين اعتدال ووسطية ومحبة وإحسان". المتحدث ذاته، الذي يشغل أيضا منصب رئيس المجلس العلمي المحلي بخريبكة، أضاف، في تصريح لهسبريس، أن "اللقاءات والتجمعات الروحية تعتبر ملمحا من ملامح أهداف الطريقة القادرية البودشيشية في ظل إمارة المؤمنين، وما ينعم به المغرب من أمن واستقرار وطمأنينة ورخاء"، بحسب تصريح محمد السعيدي.