على ضوء ما راج إعلاميا وعبر مواقع التواصل الاجتماعي عن كون المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة تستعمل مادة خطيرة في عملية التخدير تدعى "الفليوتان"، أصدرت كل من الجمعية المغربية للتخدير والإنعاش والجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش بيانين متفرقين يدحضان ما تم تداوله عن "البنج المحظور"، وعن كونه "يتسبب في إتلاف الكبد، والإجهاض وتشوهات لدى الجنين، إلى جانب تأثيرها السلبي على القلب والشرايين والكلى والجهاز العصبي". وقالت الجمعية المغربية للتخدير والإنعاش، في بيان توصلت به هسبريس، إن مادة "الهالوتان"، على غرار أي دواء، لها أضرار جانبية، مؤكدة أن استعمالها يجب أن يكون محكوما بضوابط السلامة التي تسير تخصص التخدير والإنعاش .. وأضافت الجمعية ذاتها أن مادة "الفليوتان"، التي تعتبر من أولى المواد المستعملة في التخدير عبر العالم، حتى وإن قل استخدامها، غير أنها لازالت تستعمل في العديد من الدول المتقدمة والنامية، واستعمالها من قبل مهنيي التخدير يتم في ظروف السلامة القصوى للمريض، من خلال الاعتماد على أجهزة ولوجيستيك لمراقبة حالته الدينامية؛ من ضغط دموي ونبضات القلب والتنفس، وتواجد الأوكسجين داخل مركبات جراحية مجهزة، توفر ما سبق ذكره، وفق التعبير الوارد في بيانها. الوثيقة ذاتها قالت إن استعمال مادة الهالوتان أو الإيزوفلوران أو السيفولوران يتوقف على قرار مختص التخدير والإنعاش، اعتمادا على مجموعة من المعايير الطبية التي تقرر في الكشف ما قبل الجراحة، ومعايير أخرى متعلقة بطبيعة المرض ونوع الجراحة، مشددة على أن اختيار مواد التخدير يبقى موكولا لطبيب التخدير، مع توفير وسائل المراقبة الدقيقة لضمان سلامة وأمن المرضى . من جهتها قالت الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش، في بيان صادر عنها، إن الطبيب الواقف وراء ما جاء في "الفيديو المتداول للمخاطر" غير مؤهل للخوض في مجال ليس من تخصصه، مؤكدة أن استعمال مادة الهالوتان لازال متداولا بفرنسا وكندا، استنادا إلى موقع المنظمة العالمية للصحة، وموقع الوكالة الفرنسية لسلامة الأدوية والمواد الصحية. واستنكر البيان ذاته تصريح "الطبيب النقابي"، معتبرا إياه "اتهاما لمهنيي التخدير بالتواطؤ وتعريض حياة المرضى للخطر عبر استعمال مواد محظورة"، ومشددا على كون "الهالوتان" لازال مستعملا إلى جانب مواد أخرى، وأن اختيار استعماله من عدمه يدخل في مسؤولية مهنيي التخدير وليس الطبيب الجراح.