تعيش الجنوب إفريقية نكوسازانا دلاميني-زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، آخر أيامها على رأس هذه المؤسسة، بعد حوالي أربع سنوات من تقلدها هذا المنصب. وإذا كانت زوما من المسؤولين الذين ناصبوا العداء للمغرب في قضية الصحراء، فإن الأسماء المرشحة لخلافتها لا تقل عنها معاداة للمملكة في ملف الصحراء، خصوصا وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة. لعمامرة الذي يوصف ب"حصاة الجزائر في حذاء المغرب"، يعد من أقوى الشخصيات داخل الاتحاد الإفريقي، وكان وراء خروج الاتحاد بالعديد من المواقف المعادية للمغرب، من بينها مطالبة الشركات بمقاطعة المملكة بسبب ملف الصحراء. وستغادر زوما منصبها في شهر يوليوز المقبل، دون أن ترشح نفسها لولاية ثانية بالنظر لالتزاماتها السياسية في بلدها، وعملها على تولي منصب رئاسة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الحاكم في جنوب إفريقيا، خلال مؤتمره الذي سينعقد بداية العام المقبل. وترددت العديد من الأسماء المرشحة لخلافة زوما على رأس مفوضية الاتحاد الإفريقي، منها من تقدم بترشيحه منذ شهر مارس الماضي، وتم اختيار المرشحين النهائيين للمنصب الجديد، على أن تعلن النتيجة النهائية في القمة 27 للاتحاد التي ستنعقد في رواندا الشهر المقبل. ومن بين المرشحين الأقوياء لهذا المنصب هناك وزيرة خارجية بوتسوانا، ووزير الخارجية الجزائري، ووزير خارجية السنغال السابق الشيخ تيديان كاديو. وتسعى الدول الواقعة جنوب القارة السمراء، خصوصا بتسوانا وجنوب إفريقيا إلى المحافظة على المنصب بينهما، وهو ما جعل جنوب إفريقيا تساند وزير خارجية بوتسوانا على الرغم من أنه لا يحظى بالقوة نفسها التي يتمتع بها وزير الخارجية الجزائري في أوساط الاتحاد الإفريقي. ويذهب بعض المراقبين إلى أن عدم الإجماع على اسم رئيس جديد للمفوضية الإفريقية، قد يدفع إلى تأجيل اختيار خليفة لزوما إلى بداية العام المقبل. وبصفة عامة، فإن الأسماء المرشحة لا تكن "الود" للمغرب، باستثناء وزير خارجية السنغالي الذي تبقى حظوظه في المنافسة ضعيفة.