لا شك أن الإنسان السوي يستحيل أن يتقبل أي اعتداء أو عنف على أخيه الإنسان فما أدراك بالقتل . فالله الذي وهب الحياة هو القمين بأخذها متى شاء وما عدا ذلك فعل وحشي لا يخرج عن لغة الغاب . وعندما يتم هذا القتل بدون أي مبرر ولا مسوغ فيستهدف أبرياء ويرديهم بدون أي رحمة ولا شفقة وبشكل مفاجيء وعلني وفج فتلك مصيبة كبرى . وعندما يكون المقتول /المغدور ضيفا على بلد ما ،جاءه زائرا وباحثا عن الراحة والاصطياف ليس إلا فتلك طامة أخلاقية حقيقية . وعندما يرتفع عدد المغدورين في حياتهم بدون أن يقترفوا أي ذنب فتلك كارثة بامتياز ... حادثة مراكش التي ذهب ضحيتها 3 مغاربة و7 فرنسيين وبريطاني وكندي وواحد من جنسية لم تحدد بعد صنفت كعمل إجرامي رهيب أثارت فزعا في مدينة آمنة ،مدينة مسالمة وميالة للنكتة والفرح والبهجة لدرجة أن المغاربة يسمونها فعلا ب"البهجة" ،إذ يستحيل أن تمر من احد الأسواق الشعبية بمراكش بدون ان تروى لك حكاية أو كلام يجعلك تضحك رغما عن كل همومك ،فالمراكشيون مهرة في صناعة الفرح حتى وإن تقلصت ميزتهم هذه مع تراكم ضغوطات الحياة . ولأنهم كذلك أبدعوا في صناعة الفرجة ذلك أن "جامع لفنا هو عبارة عن مسرح مفتوح يعج بالحكواتيين وبالفرق الموسيقية الشعبية والعديد من أشكال الفرجة البسيطة والتلقائية المتنوعة ،تتخللها أكشاك لبيع الأكلات الشعبية أو لاستعرض مختلف اشكال السلع خصوصا منها ذات الطابع التقليدي . فمراكش هي أيضا عاصمة للصناعة التقليدية تتقاسمها بتنافس جميل مع مدينة فاس . خصوصا المنتوجات الجلدية والخزف والزرابي و الملابس التقليدية والأواني الخشبية ....التي تعبر عن مهارة الصانع المغربي وإبداعيته الكبيرة . جامع لفنا ركح فريد من نوعه عبر العالم وهو يميز مدينة مراكش التي هي عاصمة السياحة المغربية حيث تستقطب مراكش عددا كبيرا من السياح نظرا لمميزاتهاالبيئية و العمرانية والتاريخية والاجتماعية فمراكش هي مرتع للآثار التي تدل على عراقة الحضارة المغربية . لربما كانت هذه الأسباب كلها وراء اختيار هذه المدينة الجميلة وهذا الفضاء الاستراتيجي لارتكاب هذا العمل الفظيع إمعانا في بث الهلع والرعب .. .لربما كان الهدف هو ضرب السياحة والانتقام من سياح يعتبرون كفارا .أو من الدولة المغربية لأسباب ما .ليس هناك حسم رسمي بالنسبة للفاعل ،هناك مجرد تخمينات بأنها القاعدة في المغرب الإسلامي التي قيل بأنها هددت المغرب عدة مرات "وهناك تحاليل أخرى تقول بأنها ثورة مضادة ضد المد الاحتجاجي للمزيد من الديموقراطية والعدالة .بهدف تقويض الحركة . ومهما كان الفاعل ، فإن هذا الفعل عمل شنيع ،يمس أبرياء في حياتهم ومواطنين في قوت أبنائهم وبمدينة في أمانها وبلد بأكمله في سمعته ليس له أي مسوغ أخلاقي ،فلا شيء بتاتا يعطي لأي جهة ما حق قتل الناس بدون أي ذنب اقترفوه. فالمغاربة شعب مسالم ومتسامح لا مكان بينهم للغلو والتطرف الذي يفضي لقتل الأبرياء وبث الرعب .ولأنهم متمسكون بتحضرهم ورقيهم فسوف يدافعون عن أمنهم وأمانهم بكل الطرق الحضارية الممكنة ليس فقط كأجهزة أمنية بل كشعب أيضا سبق أن قال بكلمة واحدة "متقيسش بلادي" وسوف يكررها بكل اللغات .فنحن والإرهاب ،ساكنان لا يلتقيان . نحب الحياة ونسعى لحمايتها ولا مكان للقتلة بيننا . أحر التعازي لعائلات الضحايا الأجانب والمغاربة ، ولصاحب المطعم ولساكنة مراكش ولكل المغاربة الذين فجعوا بخبر صاعق كهذا .