عن دار نشر "تُوسنا" بالرباط، صدرت للكاتب ميمون أم العيد رواية موسومة ب"تَقارير مُخبر". تتناول الرواية، في 208 صفحات من القَطْع المتوسط، ظاهرة العنف المتبادل بين الفصائل الطلابية، من خلال تقارير بلسان مُخبر في جبة طالب، كُلّف برَصد تحركات المناضلين ومديري "حلقيات" النقاش. نقرأ في الرواية: "… حاولت أن أسيطر على الوضع. أصفعه بين الحين والآخر، دون أسمح لأحدٍ بالاقتراب منه. رفعت صوتي أكثر وأنا أمسك عبّاس المُخبر كي لا ينفلت مني: هل نصنع الأسلحة النووية أيها المعتوه كي تتجسس علينا وتكتب تقارير لأسيادك الأنجاس؟ تتركون أحياء الفقراء دون حماية تحت رحمة اللصوص، وتتجسسون علينا داخل المدرجات. أَلهذا الحد تُزعجكم أفكار الطلبة وحلقياتهم الفكرية؟. أعرف أن حلقيات الطلبة لا تعني شيئا بالنسبة للنظام، مادامت داخل أسوار الكليات، بل بالعكس، إنّها تنمي عند الطلبة الشعور الوهمي بالنجاعة والنفع، وكلما نجحت حلقية نقاش في استقطاب جحافل الطلبة رغم اختلاف غاياتهم من الحضور إلا ويشعر المناضلون بتحقيق الذات، وينغمسون أكثر، فيختمون شكلهم الاحتجاجي بتوصيات جريئة، بمطالب غير منطقية يتطلب تحققها خمسين سنة، ثم يتفرقون مطمئنين أن النظام اقترب من السقوط، وأن التوصيات وصلت مجلس الأمن الدولي. عندما أقرأ بعض لوائح المطالب التي يرفعها هؤلاء الطلبة لعميد الكلية، أتساءَل إن كان الطّين اللزج هو الذي يوجد داخل جماجمهم بدل المُخ، وأتصوّر أن آباءهم يطلبون من فقيه الدوار أن يُنزّل المطر...". وتأتي رواية "تقارير مخبر"، بعد كل من "يوميات أستاذ خصوصي"، و"أوراق بوكافر السرية"، و"شهيد على قيد الحياة"، للكاتب نفسه.