تعززت المكتبة المغربية مؤخرا برواية سردية جديدة من تأليف الكاتب والصحفي ميمون أم العيد، والذي اختار لها عنوان "تقارير مخبر"، وهي رواية تناول فيها الكاتب ظاهرة العنف المتبادل بين الفصائل الطلابية، من خلال تقارير بلسان مُخبر في جبة طالب، كُلّف برَصد تحركات المناضلين ومديري "حلقيات" النقاش. وقال ميمون أم العيد في تصريح ل "العمق المغربي" إن فكرة الرواية جاءت لتثير إشكالية العنف الجامعي من منظور روائي تخيلي وتلامس بعض الجوانب التي يعتقد الكاتب أنها أساسية في معالجة إشكالية العنف الجامعي المتبادل بين الفصائل، بسبب أفكار ومعتقدات لا تستوجب أن يُقتل على خلفيتها طالب. وأضاف ميمون أن "الأدب يجب أن يلامس قضايا الواقع، والعنف الجامعي مشكل مؤرق، راح ضحيته الكثير من الطلبة، أغلبهم إن لم نقل كلهم من الهامش، سواء كانوا يساريين أو إسلاميين أو من الحركة الثقافية الأمازيغية، فهم يتحدرون جميعهم من خط الفقر والتهميش، أيت الجيد من طاطا، عمر خالق من تنغير، عبد الرحمان حسناوي من الرشيدية، محمد الطاهر ساسيوي من الريصاني وعبد الرحيم حسناوي من الجرف بالرشيدية، وكلهم قُتلوا على يد من يُرجح أنهم طلبة من زملائهم". وعبر الكاتب المتحدر من مدينة زاكورة عن أمله في ألا تثير الرواية سخط الطلبة على اختلاف توجهاتهم الفكرية، مشيرا أن بعض السلوكات المقترفة مؤخرا كتصفية الطلبة، وحلق رأس تلك العاملة بالمقصف بمكناس، يوحي بأن الأمور ليست أبدا بخير، "لكنني أعتقد أن الطلبة سيتقبلون تلك السخرية السوداء التي تضمنّتها رواية "تقارير مخبر"، فالعمل متخيل، والإبداع يبقى إبداعا، يُنتقد ويناقش"، يضيف أم العيد. وأبرز المصدر ذاته أن "أغلب المناضلين يعتقدون بأن هناك رجال استعلامات في كل مكان يتعقبونهم ويحررون عنهم التقارير، ويشككون في كل شخص بأنه مخبر ومدفوع من جهات خارجية ليتحرى عنهم، في الوقت الذي يجب أن يتساءلوا: ما المهم في أنشطة الطلاب حاليا لتعيين كل هذ الجيش الوهمي من المخبرين؟". الرواية صدرت عن دار نشر "تُوسنا" بالرباط، وتتألف من 208 صفحات من القَطْع المتوسط، حيث تعد الرواية رابع عمل أدبي للكاتب أم العيد، بعد كل من "يوميات أستاذ خصوصي"، و"أوراق بوكافر السرية"، و"شهيد على قيد الحياة".