عن دار نشر "تُوسنا" بالرباط، صدر للزميل ميمون أم العيد، كتاب في 208 صفحة من الحجم المتوسط. الكتاب عبارة عن رواية يتناول بشكل ساخر ظاهرة العنف الجامعي المستفحل في السنوات الأخيرة. تدور أحداث الرواية في الجامعة المغربية ومحيطها، إذ تنقل بلسان مُخبر مكلف برصد تحركات الطلبة في الفصائل الطلابية، ما يحدث داخل الأسوار الجامعية من عنف يمارسه بعض الطلبة في حق كل من يختلف معهم في الأفكار والمراجع الإديولوجية. تقرأ في الرواية "يعتقد الطلبة أن رجل الأمن مثلي شخصٌ مقطوع من شجرة. يعتقدون أن الكثير منا جاء إلى هذه الدنيا خطأً. يتخيلون أمي عاهرة بدينة لا تعرف الله. تُحَمّر شفاهها بشكل ملفت. أنجبتني سفاحا بعدما تناوب عليها رجال أجلاف، انفضوا من حولها بعد أن بدأ بطنها بالانتفاخ. وكل واحد يتهم الآخر بالفعلة، بعدما شعروا جميعا بالمتعة. جاءها المخاض في بيت خراب، ولم تنم أسبوعا كاملا، لتأكل الحلبة واللحم المشوي. نهضت ككلبة وضعت جِراءَهَا تحت درج متسخ. لفّت ابنها في خرقة بيضاء، بعد أن أرضعته جيدا، للمرة الأولى والأخيرة. عصرت حلمة ثديها على جُرح السرة كي يندمل سريعا. وضعته برفق أمام باب المسجد، بعد أن ولج الجامع مُصَلٍّ متأخّر، وهي تؤمن أن الذين يقصدون المسجد صُبحًا، ثقاة ورُحماء، وهم خير من توصيهم بابنها الذي لا تسمح الأعراف والتقاليد بالإحتفاظ به، ثم اختفت في جنح الليل، بها أَلم من بُثِرَ جزء من جسده في حرب قبلية. يخرج مصل مستعجل لم يمكث ليرَدّد الباقيات الصّالحات، وليرفع الأكف مرددا "آمين" مع الإمام، فينصدم برؤية صبي وليد في أسمال جديدة نقية، يبكي بعدما تسلل برد الصّباح الرقيق إلى جسده حديث التكوّن. يلتف حوله المصلون وهم يحوقلون. يقرؤون المعوذتين، ناقيمين شاتمين عديمي الإنسانية، من أبناء هذا المجتمع المفتون بالشهوات. يحضر رجال أمن، مرّ بعضهم من هذه المرحلة دون أن يتذكر منها شيئا، يسألون الجميع عن أول من رآه، سين وجيم دون جدوى. يحملون الصبي إلى الخيرية، يكبر في دار للأيتام بلا أب ولا أم. يصفعه الجميع كقط أجرب، وعندما يحن لأم لم يعرف ملامحها يوما، يرسمها بقطعة طبشور أو فحم على أرضية الدار، وينام في حضنها. يحكي لأمه المرسومة، ما يفعله به مدير الدّار الذي يضربه بلا سبب مقنع، ويشكو لها، تعنيف مربيات عانسات، لم يُجرّبن يوما شعور الأمومة.." يذكر أن " تقارير مُخبر " يصدر لنفس الكاتب بعد " يوميات أستاذ خصوصي"، "أوراق بوكافر السرية" و" شهيد على قيد الحياة. بالنسبة لمدينة أكادير فالرواية موجودة بمكتبة ألموكار.