نظمت، بمدينة فرانكفورت، الجمعية الألمانية المغربيّة للحقوقيين نقاشا حول قضية الصحراء، أطره المحامي عز الدين قريوح، وحضره عدد من المنتمين لصفوف الجاليّة والألمان الذين ساهموا في النقاش، وحصلوا على التوضيحات المطلوبة. وقدّم قريوح، ضمن الندوة ذاتها، عرضا لتاريخ وجغرافية المنطقة، انطلاقا من مرحلة ما قبل الاحتلال الأوروبي للصحراء، ومرورا بالتواجد الإسباني قبل الوصول إلى دور المحكمة الدوليّة وقرارها الذي صب لصالح المغرب. المحور الثاني من مداخلة المحاضر خصص لفشل محاولات الانفصال المفعّلة من لدن تنظيم البوليساريو، وتطرق إلى نشأة الحركة المعادية للوحدة الترابيّة المغربيّة، ودور الجزائر في النزاع، إضافة إلى ردود الفعل الدوليّة الرافضة للاعتراف بكيان وهمي في المنطقة. أما عن مقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كحل للنزاع بالصحراء، فقد اعتبر عز الدين قريوح أن المملكة تبقى رمزا للتحول الواعد، قبل أن يعرض نماذج تقر بنجاح تجارب الحكم الذاتي في إنهاء النزاعات الترابيّة عبر العالم، ويلامس إمكانيات النهضة المغاربية القادرة على التحقّق إذا ما تم قبول التصوّر المغربي لحل النزاع. جدير بالذكر أن المحامي عز الدين قريوح هو صاحب كتاب "النزع في الصحراء: الحكم الذاتي كحل رشيد"، الصادر شهر أكتوبر 2015 عن دار النشر الألمانية "Tredition" بمدينة هامبورغ، ويتطرق المؤلّف، الذي أصبح من ضمن مراجع مكتبة جامعة هامبورغ الألمانية، إلى قضية الصحراء انطلاقا من مبادئ وأسس القانون الدولي المقارن، ويخلص فيه مؤلفه إلى أن الصحراء مغربيّة من الناحية القانونية والتاريخية والاجتماعية والثقافية، وأن جبهة البوليساريو تبقى وهما يغذيه خصوم المملكة.