أوصى المشاركون في ندوة تحت عنوان « كفاءات مغاربة العالم وصيانة المقدسات الوطنية »، نظمت بمدينة دوسلدورف الألمانية 0ول أمس الاحد، بتأسيس مرصد يضم الكفاءات المغربية في ألمانيا للدفاع عن القضية الوطنية. وأبرز المتدخلون خلال هذه الندوة التي نظمتها القنصلية العامة للمملكة بدوسلدروف بمناسبة عيدي المسيرة الخضراء والاستقلال، أن القضية الوطنية هي قضيتهم الأولى التي يتعين دعمها كل من مكان مسؤوليته. وأكدوا على ضرورة المشاركة السياسية داخل الأحزاب الألمانية والعمل على أن تكون هناك ردود أفعال موضوعية وقانونية تعزز موقف المغرب والمغاربة في قضيتهم الواحدة من خلال تأسيس مرصد يهتم بقضايا المغرب. كما ثمنوا الخطاب الأخير للملك محمد السادس الذي دعا فيه الجزائر إلى الحوار دون وساطة وإلى تعميق العلاقات بين الدولتين الشقيقتين. وفي هذا الاطار، أكد جمال شعيبي القنصل العام للمملكة بدوسلدورف على ضرورة التعبئة من أجل الدفاع عن قضية المغاربة الأولى، وذلك من خلال تأسيس مرصد في ألمانيا يضم كفاءات مغربية من تخصصات مختلفة، من محامين، وإعلاميين، وطلبة، ومثقفين بالإضافة إلى المجتمع المدني. وشدد على أهمية تكريس ثقافة الإنتماء إلى الوطن خصوصا بالنسبة للأجيال الناشئة، من أجل تمكينها من مواجهة كل أشكال الاستلاب الهادفة إلى طمس الهوية الوطنية، خصوصا أن أعداء الوحدة الوطنية يعتمدون وسائل مغرضة ويقدمون مغالطات كثيرة في محاولة لاستمالة الرأي العام وأصحاب القرار في ألمانيا، من صحافة، أو بعض الأحزاب اليسارية، أو بعض أعضاء البرلمان الفيدرالي أو الأوروبي. وأكد انه من بين المغالطات، اتهام المغرب باستغلال الثروات الطبيعية، في حين أن الاستثمارات الكبرى التي قام بها المغرب في الأقاليم الجنوبية منذ استرجاعها من تشييد للموانئ و الطرق و المطارات و الاستثمار في البنية التحتية في مجالات التعليم، الصحة و المرافق السوسيوثقافية تتجاوز بكثير المداخيل التي تدرها أنشطة الصيد البحري، دون إغفال أن البولساريو لا يتوفر على أي سند قانوني ولا شعبي ولا على شرعية ديموقراطية تخول له أية صفة تمثيلية. واستعرض الأستاذ أنيس بومسهولي، الذي يشتغل كإطار بالمكتب الفيدرالي الخاص بالهجرة والاندماج بوزارة الداخلية الألمانية، في مداخلة له تحت عنوان « المغرب من الإستقلال إلى المسيرة الخضراء » المراحل المهمة التي مر بها المغرب منذ سنة 1912 إبان الاستعمار الفرنسي والاسباني للأراضي المغربية إلى حصول المغرب على الاستقلال في عهد جلالة المغفور له محمد الخامس سنة 1956. كما تناول من جهة أخرى تاريخ المسيرة الخضراء في 6 من نونبر 1975، هاته المسيرة السلمية التي أعلن عنها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني وشارك فيها أكثر من 350 ألف مغربي ومغربية لاسترجاع الأقاليم الصحراوية، مؤكدا على أهمية وقيمة المشاريع التنموية والاستثمارات التي تعرفها المنطقة في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس ، وأيضا على أهمية اهتمام أبناء الجالية المغربية في ألمانيا بهاته القضية التي تشكل جزءا من هويتهم. أما عز الدين قريوح، المحامي بهيئة المحامين بمدينة إيسن وصاحب كتاب: » نزاع الصحراء: الحكم الذاتي انتصار للعقلانية » , فقد ركز في مداخلته التي كانت تحت عنوان: « البوليساريو على سرير الموت ؟ » على تاريخ ونشأة « البوليساريو » مرورا بتقديم نظرة تاريخية وجغرافية عن المنطقة وكذا ظروف التأسيس وفشل محاولات الانفصال ورفض الاعتراف بالكيان الوهمي. كما أشار إلى فكرة الحكم الذاتي كحل للنزاع خصوصا أن المغرب يعتبر رمزا للتحول الواعد، هذا التحول الذي له آثاره الإيجابية سواء على المنطقة المغاربية أو الافريقية وحتى الأوروبية. وقد عرفت الندوة مشاركة كفاءات مغربية وطلبة بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني يمثلون الأجيال الثلاثة في ألمانيا.