بعد أن حاصره عدد من مستشاري فرق المعارضة بشأن أوضاع سكان العالم القروي، منتقدين الهشاشة والفقر اللذين يسودان البوادي المغربية، أكد رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أن حكومته تحرص على مصلحة سكان القرى، كما أنه في بلد يرأسه الملك لن يضيع فقيرها، ولا ساكن باديتها". ولفت بنكيران إلى أن الملك محمد السادس إذا ما تكلف بملف العالم القروي، من خلال توجيهه لوزارة الداخلية بإحصاء عدد دوواير البوادي، وتحديد عدد المشاريع المناسبة، فذلك يعني أن الملف فيه نوع من الراهنية، وأن العاهل المغربي يريد إنصاف ساكنة العالم القروي في انسجام مع الحكومة". وعزا رئيس الحكومة، في الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة حول "تنمية المناطق القروية والجبلية في ضوء الحكامة الجهوية"، الأوضاع الراهنة بالمناطق القروية والنائية، إلى دخول الدولة في نزاعات سياسية مع جهات كانت تخطط لإسقاط الملكية، وأخرى دخلت معها في خصومات عنيفة". وتابع بنكيران بأن الدولة في خضم هذا الوضع المشحون دافعت عن نفسها، بأنه توجهت عوض الاستثمار في التعليم والصحة والشغل، إلى العمل على حفظ أمن واستقرار البلاد، مضيفا أن المغاربة الآن يحمدون الله على ذلك، لأنه رغم وجود المشاكل فالبلاد تنعم بالأمان والاستقرار". واستطرد رئيس السلطة التنفيذية بأن عددا من بلدان العالم العربي والإسلامي باتت تطلب التجربة المغربية في حفظ الأمن والاستقرار، وتتمنى أن تصير مثل المغرب في هذا المجال، مستدركا أنه رغم كل ذلك لا يمكن الادعاء أن ديمقراطية المغرب تشبه تلك التي في سويسرا. وعرجت مداخلة بنكيران على رؤيته الخاصة لسكان العالم القروي، حيث قال إنهم يحظون بميزة الحياء والقناعة، كما أنهم "صبروا في حقهم جزاهم الله خيرا"، مضيفا أن سكان البوادي يدعون الله أن يتركهم "ناس المدينة" والبرلمانيون والسياسيون في حالهم كما هم" وفق تعبيره. وأشار المتحدث إلى أن المشكل الكبير في هذا الصدد يتمثل في غياب من يعطف بصدق على سكان البوادي بالبلاد، باعتبار أن طبع الحياء يغلب عليهم، فهم لا ينظمون الضرائب، "عافاهم الله من هذه البلوى والمصيبة" يقول بنكيران، قبل أن ينتقد ما سماه استغلال البعض للقرى وتحويلها إلى خزان انتخابي". وواصل بأن الوقت حان لاحترام إرادة سكان البوادي في المغرب، وعدم استغلالهم في الانتخابات في اتجاه معين، دون أن يوضح طبيعة هذا الاتجاه، قبل أن يجدد انتقاده لما سماه "النظرة السوداوية لفرق المعارضة بشأن الحياة في البادية"، مشيرا إلى أن سكان القرى يعيشون في النعيم، حيث يضربون "البندير" بعد تناولهم العشاء" بحسب تعبيره.