نعى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ضمن برقية بعث بها إلى قيادة البوليساريو بتندوف، زعيم التنظيم محمد عبد العزيز؛ مع الإشادة بالراحل وتعداد مناقبه، معتبرا نبأ الوفاة "حدثا مفجعا وخطبا جللا حل بالشعب الصحراوي الشقيق"، حسب صياغة الوثيقة. "لشد ما آلمني النبأ، وعز علي أن تنطفئ فيه جذوة الحياة ولما يبلغ هدفه، الذي أمضى زهرة حياته وكل عمله ووقته في سبيل تحقيقه..."، تقول البرقية الموقعة باسم رئيس الجزائر، وهي تثير عمل الراحل عبد العزيز على "تجسيد حقيقي لمخطط السلام الأممي حول قضية الصحراء". "عاش مجاهدا يقود رفاقه الأشاوس إلى مرابض الكفاح المشروع، وظل يقاسم شعبه شظف العيش بكبرياء، ولا يفتأ يلهمه الأمل بأنوار صبح آت لا محالة، وإن طالت المعاناة"، يورد عبد العزيز بوتفليقة، في باب ذكره حمل زعيم البوليساريو الراحل للسلاح في وجه المغرب والمغاربة، ثمّ عاد ليستحضر السلم وهو يسطر: "الفقيد لم يتطرق اليأس إلى نفسه على مر السنين وهو ينتظر ساعة الفرج، داعيا للسلم كمبدأ إستراتيجي وكقناعة نضالية لا بديل عنها"، وفق تعبيره. وعادت برقية الرئاسة الجزائريّة إلى قاموس العسكر وهي تضيف: "(..) استشهد وهو يذود عن حياض الوطن. والشهداء لا يموتون، إنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وعملهم مستمر في الدنيا بعمل رفاقهم الذين اقتدوا ويقتدون بسيرتهم ونضالهم، إلى أن يحققوا لشعوبهم الحياة الحرة والعيش الكريم. وما ضاع حق وراءه طالب". وأبدى الخطاب الذي توصلت به قيادة البوليساريو توجسا من خليفة الراحل في زعامة التنظيم الانفصالي المناوئ للوحدة الترابية المغربيّة وهو يقول: "أمل الشعب الجزائري وكل الشعوب المؤازرة لقضية الشعب الصحراوي أن تجد قيادة جبهة البوليساريو المنهج السليم لاستمرار نضالها في كنف الوحدة، تلك الوحدة التي جعل منها الفقيد محمد عبد العزيز همه الجوهري". من جهة أخرى، أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حدادا في الجزائر لمدّة ثمانية أيام، كما أمر ب"دقيقة صمت" وسط مجلس الوزراء الذي كان منعقدا أثناء إعلان تنظيم البوليساريو، اليوم الثلاثاء، رحيل زعيمه محمد عبد العزيز بعد صراع مع المرض.