مع اقتراب الانتخابات التشريعية، يبدأ توجه الأحزاب نحو الشباب، نظرا للدور الذي تلعبه هذه الفئة في الحياة السياسية، وتخصص لهذا الموضوع ندوات عديدة قصد "استقطاب الشباب" نحو العمل الحزبي والحياة السياسية بصفة عامة. نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، استغلت حضورها في ندوة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال لدعوة الشباب إلى "تحمل المسؤولية والذهاب إلى مراكز الاقتراع والتصويت على الأحزاب التي لا تزال ذات مصداقية"، مؤكدة أن "هناك برامج انتخابية تستحق التشجيع". ولازالت فئة من الشباب تعتبر أن "البرامج الانتخابية ليست إلا حبرا على ورق، كما أن الوجوه السياسية المغربية تشبه بعضها البعض؛ فلا شيء يتغير ولا برامج تطبق على أرض الواقع"، على حد تعبيرهم. "فقدان الثقة" عبد الله غزوني، شاب منتم حزبيا، يرى أن الأمر "راجع إلى هيمنة فئة الشيوخ على زمام الأمور ومقاليد الحكم داخل الأحزاب، رغم أن نسبة الشباب في المغرب جد مرتفعة مقارنة بباقي الفئات العمرية، ما يشكل عائقا أمام الشباب ويحد من فرصهم"، مؤكدا، باعتباره شارك في الاستحقاقات الانتخابية، أن هناك منطق "المحسوبية والزبونية داخل الأحزاب؛ ما يؤدي إلى نفور فئة عريضة من الشباب عن الساحة السياسية"، ومشددا على أن هناك من يعلم مسبقا بأن السياسية "كلام فارغ" ولا يقترب منها. عمران العبوبي، البالغ 22 سنة، يقول: "لا أصوت ولا أتوفر على بطاقة الناخب، نظرا لأنني لا أرى أي تقدم في المجال السياسية المغربي، علاوة على كون كل الوجوه السياسية المغربية متشابهة"، مشيرا إلى أن "عددا كبيرا من البرامج الانتخابية لا تنزل على أرض الواقع". في السياق ذاته أكدت هند، البالغة 23 سنة، أن البرامج الانتخابية "حبر على ورق"؛ وقالت موضحة: "نظرا لأنها لا تخرج إلى حيز الوجود، ولا نرى حتى جزءا منها"، معتبرة أن هذه البرامج ليست إلا "وسيلة لاستدراج أصحاب القلوب الضعيفة الذي يصدقون أكاذيب السياسيين".."كل هذه العوامل تبعد الشباب عن صناديق الاقتراع وعن الحياة السياسية"، على حد قولها. غزلان خليل، ذات ال24 ربيعا، فقدت الثقة في الأحزاب السياسية، نظرا لكون هذه الأحزاب "تسايس الشعب"، أي إنها "تبيعه الأحلام لكي تصل إلى ما تريد"، كما أنها "تعمل على إرضاء فئة دون أخرى"، بالإضافة إلى كونها "تخذل ثقة غالبية من صوت عليها ما إن تحصل على مرادها". "تهميش الشباب" يونس أدوسليمي، البالغ 22 ربيعا، قال: "لا أشارك في الحياة السياسية في المغرب نظرا لأن الأحزاب السياسية لا تتوجه بخطابها إلا الشباب، ولا تحسسهم بأهمية العمل الحزبي والمشاركة في الانتخابات، بالإضافة إلى كون سمعة هذه الأحزاب والمشهد السياسي بصفة عامة في تدهور وتراجع مستمرين". وائل معنينو، البالغ من العمر 18 سنة، يرى ألا تغيير يحدث في حياة الشباب حينما يدخلون الحياة السياسية، وهو ما يفسر عدم اهتمامهم، "علاوة على غياب مشاريع إصلاحية جادة من شأنها أن تغير الوضع في المغرب"، مشيرا إلى أنه "رغم الخطب الواعدة من بعض السياسيين ألا أنهم ينتمون جميعا إلى الطائفة السياسية نفسها في نهاية المطاف". وأردف المتحدث ذاته: "بعد انتخابات 2011 فقد الشباب الثقة في السياسية، لأن الوعود التي صاحبت تلك الفترة لم تحقق، خاصة ما يتعلق بإشراك الشباب في الحياة السياسية؛ فأصبحت هذه الفئة مهمشة أكثر مما كان عليه من قبل". *صحافي متدرب