أبرز رئيس مجلس النواب ورئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط راشيد الطالبي العلمي، اليوم الأحد بطنجة، أن المغرب يعطي الدليل بالملموس على أن الديمقراطية والتعددية السياسية والثقافية تعد ضمانة أساسية لتحقيق الاستقرار والنجاح الاقتصادي والتضامن الاجتماعي والتحديث. وأضاف الطالبي العلمي في كلمة بمناسبة افتتاح الجلسة العامة للجمعية البرلمانية ال12 للاتحاد من اجل المتوسط، أن النموذج المغربي، ليس وليد الصدفة، ولكنه يتأسس على مراكمة الاصلاحات، وعلى تقاليد سياسية متأصلة وعلى تعددية حزبية حقيقية وعلى طاقات مجتمع مدني حيوي، وأيضا على صحافة حرة، وبالأساس على مؤسسات تمتد في التاريخ، وفي صلبها الملكية ذات الشرعيات الروحية والتاريخية والديموقراطية. واعتبر من جهة أخرى، أن مستقبل المنطقة الأرومتوسطية وتحقيق الاستقرار والتنمية، لا يمكن أن يتم إلا على أساس السلم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتسبب الصراع العربي الاسرائيلي في نزاعات أخرى وفي توترات جديدة وسيظل مصدرا للتعصب، ما لم يتم رفع الظلم التاريخي المسلط على الشعب الفلسطيني بتمكينه من حقه في العودة، وفي دولته المستقلة وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأراضيه. وأضاف في نفس السياق أن شعوب المنطقة المتوسطية، خاصة في جنوب وشرق المتوسط، تحتاج إلى أعمال ملموسة تعيد لها الأمن والاستقرار وتضمن لها الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتوفر لها الشغل الضامن للكرامة. وأشار رئيس مجلس النواب إلى أن هذا الاستقرار يحتاج أيضا إلى دعم الديموقراطية والتنمية، كما يحتاج إلى بناءات إقليمية، مبرزا في هذا الصدد حاجة المغرب الكبير إلى تفعيل اتحاده، الذي يفوت غيابه على المنطقة فرصا تاريخية للإقلاع الاقتصادي والصعود إلى مصاف القوى الاقليمية الكبرى. وشدد على أن السياقات الإقليمية الراهنة وتناسل الجماعات الإرهابية أثبتت أن بناء المستقبل يكمن في الاتحادات الكبرى وبين دول لها من العمق التاريخي والمشروعية ما يكفل لها الاستمرار والفعل الإيجابي في العلاقات الدولية. وخلص الطالبي العلمي الى ان فعاليات المنطقة الاوروبية على مختلف المستويات والمسؤوليات مطالبة ليس فقط بالبحث عن سبل التصدي للتحديات بمختلف تجلياتها وتسوية النزاعات والأزمات، بل وايضا بوضع وبناء سياسات للوقاية منها وتجنبها بالتصدي لجذورها وأسبابها، واحتواء المشكلات في بدايتها.