افتتحت صباح اليوم الأحد بطنجة ، الجلسة العامة للجمعية البرلمانية ال12 للاتحاد من أجل المتوسط ، المنعقدة تحت شعار "معا من أجل مستقبل مشترك للمنطقة الأورومتوسطية " ،بحضور وفود تمثل غالبية أعضاء الجمعية . وأكد رئيس مجلس النواب ورئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط السيد راشيد الطالبي العلمي ،في كلمة بالمناسبة ، أن موضوع الدورة يختزل طموحات الشعوب الأورومتوسطية ومعضلات المنطقة وانشغالات شعوبها ونخبها . واعتبر في هذا السياق أن التنمية والديموقراطية والسلم في المنطقة لا يمكن أن تتيسر إلا بانخراط المجموعة الأرومتوسطية والتزامها الجماعي من أجل مستقبل أفضل ،كما أن هذه الأهداف ستظل صعبة المنال إذا هي لم تكن مسنودة برافعات ثقافية وبشرية وبقيم الحوار والتعايش والتفاهم ،مبرزا أن تأسيس الإطار البرلماني يعتبر في حد ذاته مكسبا هاما للحوار الأورومتوسطي ولحشد الرأي العام بالمنطقة للدفاع عن المشترك بين شعوبها وعن القيم التي تتقاسمها. ومن جهته ،قال الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السيد فتح الله السجلماسي ،في عرض بالمناسبة ،إن المنطقة الأورومتوسطية بشكل عام تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك التهديد الإرهابي والتطرف، وضغوط الهجرة ومحنة اللاجئين والقضايا الاجتماعية والاقتصادية المعقدة ، مؤكدا الحاجة إلى تعبئة جهود جميع المعنيين من أصحاب القرار والفعاليات السياسية والاقتصادية والمدنية لكسب الرهانات ، واعتماد آليات فاعلة للتعاون الإقليمي لتسهيل تحقيق أهداف النمو الاقتصادي والتنمية الإقليمية. وشدد على ضرورة إيلاء اهتمام خاص للفرص القائمة في المنطقة وإمكانات النمو الهائلة ،التي بإمكانها تعزيز التكامل الإقليمي ، وفي الوقت ذاته التجاوب مع تطلعات الشباب وقضاياهم ،التي تستحق آفاق عمل أفضل وتطوير ثقافة التعاون بين الدول. وبدوره قدم السيد عبد المسيح هاني، الرئيس المشترك للجمعية الإقليمية المحلية الأورومتوسطية، بالمناسبة عرضا حول أهم أعمال وانشغالات الجمعية ،معتبرا أن الأولويات الرئيسية للجمعية هي المساهمة في تحقيق الاستقرار بالمنطقة ودعم الحكامة المحلية وتدبير قضايا الهجرة وتداعياتها ،وكذا توفير سبل التنمية الاقتصادية المتوازنة والتعاون المثمر بين الشمال والجنوب ،ودعم برامج النجاعة الطاقية وتعزيز وتطوير ومواكبة السياسات والمخططات والاستراتيجيات الموجهة لقضايا المناخ . وأبرز السيد عبد المسيح هاني أن الجمعية أولت خلال المرحلة الأخيرة اهتماما استثنائيا للطاقة ،باعتبارها تندرج في صميم قضية التغير المناخي ،ولتقييم الحالة الراهنة للتعاون الأورومتوسطي وتبادل أفضل الممارسات بالحواضر والبوادي ،وإشراك صناع القرار الأوروبيين والمتوسطيين لصياغة وبلورة أحسن الطرق لدعم وتنفيذ مشاريع الطاقة المستدامة على المستويين المحلي والإقليمي ،منوها باستضافة المغرب لحدثين مناخيين هامين ،المنتدى المتوسطي للمناخ (ميدكوب 22) ومؤتمر الأطراف حول التغير المناخي (كوب 22) ،كفرصة هامة لتشبيك الجهود وتوحيد الرؤى حول موضوع المناخ ،الذي يرهن حاضر ومستقبل منطقة المتوسط بالخصوص والعالم بشكل عام. وفي نفس السياق ،أكدت السيدة آسية بوزكري رئيسة اللجنة التوجيهية المتوسطية لمنتدى (ميدكوب 22) ،في عرض خلال جلسة الافتتاح ،أن هذه التظاهرة تشكل محكا حقيقيا لكل شعوب وحكومات المنطقة لتوحيد جهودها وآرائها وأهدافها ،ووضع استراتيجيات مشتركة لمواجهة تحدي وتداعيات التغيرات المناخية ،باعتبار أن الموضوع يعد المنطلق الأساسي للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق العدالة المناخية وتوفير شروط العيش الكريم، خاصة للفئات التي تعاني من الهشاشة . واعتبرت أن استضافة المغرب لمؤتمر (كوب 22) ومنتدى (ميدكوب 22) تعكس بالملموس سعي المغرب الجاد لكسب رهان التصدي لتداعيات التغير المناخي وإعطاء النموذج في تصريف الأقوال إلى أفعال من أجل أن يسود العالم الاستقرار في أبعاده الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ،خاصة وأن قضية المناخ تشكل النقطة الفاصلة في كل التحولات الإيجابية التي يسعى العالم إلى تحقيقها بتبصر وحكمة ونكران ذات وتغليب المصلحة العامة ..