مارست الممثلة المغربية كريمة ألوحوس على الحاضرين لعرض مسرحية "حنين"، من إخراج أنوار حساني، والتي تمثل المغرب في الدورة ال18 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي ببيروت، إغواء المسرح بكل لذاته الجسدية والصوتية والحركية بخفة أثارت ألوحوس انتباه الجمهور، قبل أن تتحرك سريعا على خشبة مسرح الجامعة اللبنانية الأمريكية، لتبدأ رحلة قراءة ما يمكن تسميته بدفاتر امرأة عانت من تزويجها وهي بعد صبية (12 سنة) لشيخ، وهو الموضوع الذي أضاء زواياه المنسية بلغة عربية فصحى راقية كاتب النص المبدع السعودي عباس أحمد الحايك. وحيدة تحكي ... الخشبة معتمة إحالة على موت الزوج/الشيخ ... تخلصت الصبية من ثقل زواج لم تستشر فيه، وكيف تستشار وهي طفلة؟، لقد بيعت بالأحرى لبعل لتبدأ مأساتها " لمن سأقدم الدواء بعدك ... فمنذ تزوجتك وأتيت بي إلى هذا البيت الكبير وأنا اعتدت يوميا على إعطائك أدويتك، اعتدت على رائحتها، تعلمت أسماءها، تعلمت كيف استخدم الإبر ... وأيامي صارت مجرد حبوب وكبسولات..."، قمة المأساة تلك التي استطاعت ألوحوس أن توصلها الى الجمهور. وبين مشهد ومشهد، وعلى أنغام موسيقى موحية، أيضا، وأضواء باهتة، لا يستطيع المشاهد إلا أن ينجذب لأداء الممثلة وإلى لغتها ونبرات صوتها التي تتحول الى جزء مكمل لتيمة المسرحية .. روَت المسرحية تفاصيل العذاب الذي عانته الصبية/الزوجة ... تفاصيل للمأساة ولكن للأحلام أيضا، التي لم يستطع الزوج أن يكبحها كما كبح أشياء أخرى ... "مات من أنساني أمي وأبي وإخوتي، أنساني بيتي الصغير المتواضع، أنساني قريتي، وأنساني حتى طفولتي، سنوات عمري التي قضيتها معه كفيلة بنسيان كل شيء قبلها، حتى أني لم أعد أتذكر شكل أبي الذي باعني لك يا أبا سليمان ببعض ما يسد جوعه وجوع إخوتي...". وبفعل الموت، وفي قمة النقد لمثل هذه الزيجات التي تكبل وتقتل كل معاني الإنسانية، تتحرر "حنين" (اسم البطلة)، وبالرقص تتحرر، في ليلة موت الزوج /الشيخ... تتحرر الذات وترتقي وصولا إلى حرية معنوية لتصرخ صرخة الانعتاق وتزيل عنها اللباس الأسود "أخذت فرحي ...لكنك لن توقفني بعد الآن في ليلة موتك.. أنت من حرمني متعة الأغاني، سأرقص في ليلة موتك فأنت حرمتني متعة الرقص، سأرقص .. سأرقص رغما عنك... سيتغير كل شيء هذه الليلة". وتمثل مسرحية "حنين" المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير - جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في المهرجان الذي تنظمه الجامعة اللبنانية الأمريكية (كلية العلوم قسم فنون الإعلام)، والذي يستمر الى غاية يوم غد الأحد. * و.م.ع