بموازاة مع بث قناة "فرانس 3" الفرنسية لوثائقي، اليوم الخميس، عن الملك محمد السادس، يتناول ما اعتبره معدّ البرنامج، الصحافي الفرنسي جان لويس بيريز، الحياة السرية للملك وثرواته المالية، دعا ناشطاء "فيسبوكيون" مغاربة إلى إبداء التضامن مع العاهل المغربي في وجه الإعلام الفرنسي. ودعا نشطاء مغاربة على "فيسبوك" جميع رواد "الموقع الأزرق" داخل وخارج البلاد إلى التعبير عن التضامن مع الجالس على عرش المملكة، انطلاقا من اليوم الخميس، من خلال إظهار صوره ووضعها في صدارة صفحاتهم الشخصية، وبث مقتطفات من خطبه، ومتابعة أنشطته التنموية الكبيرة. وقال جلال مراد، ناشط "فيسبوكي"، في تصريح لهسبريس، إنه تلقى دعوات متوالية من عدد من رواد "فيسبوك"، وحتى في خدمة "واتساب" الهاتفية، تدعوه إلى الاحتفاء بالملك محمد السادس، والإكثار من وضع صوره، تضامنا معه ضد الحملة التي وصفها ب"الظالمة"، التي تشنها عدد من المنابر الإعلامية الفرنسية. وتابع المتحدث ذاته بأنه لا يعلم مدى استجابة نشطاء "فيسبوك" لهذه الدعوة التي بدأت تروج اليوم، بالتزامن مع بث قناة فرنسية وصفها ب"الحاقدة" لشريط وثائقي يروم الإساءة إلى الصور الجميلة التي كونها المغاربة في أذهانهم عن الملك، من خلال مشاهداتهم له أينما حل وارتحل. وأكد الناشط ذاته أن البرنامج الوثائقي الذي تعتزم القناة الفرنسية بثه اليوم، والذي سمته "ملك المغرب والمُلك السري"، مجرد نقطة تضاف إلى سلسلة من محاولات تشويه الإعلام الفرنسي لسمعة الملك والبلاد، مشيرا في هذا الصدد إلى تركيز جريدة لوموند قبل فترة على علاقة الملك بما سمي "أوراق بنما". وعلى صعيد آخر، صرح معد البرنامج، الصحافي الفرنسي جان لويس بيريز، لإذاعة "فرانس أنتير"، على هامش بث البرنامج ليلة اليوم، بأن مرد إنجازه لهذه الحلقة عن الملك وثرواته يعود إلى ما سماه "خيبة الأمل التي ظهرت حيال حكم العاهل المغربي بعد وعود وانتظارات بتحقيق الانفتاح والديمقراطية". وأكمل الصحافي الفرنسي ذاته بأن "الانفتاح الذي تم تسجيله في بدايات حكم الملك محمد السادس خفت بعد ذلك وانقلب إلى شيء آخر تماما"، زاعما أنه تعرض للاعتقال مرات عديدة في المغرب من طرف أربعين رجل أمن، عندما قدم إلى المملكة من أجل تصوير برنامجه. وأورد الصحافي ذاته أنه في البداية كان يعتزم التطرق في برنامجه إلى معالجة ذات طابع اقتصادي، تتعلق بتأثير الشركات الملكية على الاقتصاد المغربي، مضيفا أنه بعد التعمق في الموضوع ولقائه بالعديد من الصحافيين المغاربة، ومنهم الصحافي السابق المقيم بفرنسا أبو بكر الجامعي، توسع أكثر في التحقيق ليطال "أسرار الملكية"، وفق تعبيره. يذكر أن البرنامج تلقى ضربة قوية عندما كشف ثلاثة من الشخصيات المستجوبة، وهم فؤاد عبد المومني، رئيس تراسبارنسي المغرب، وكريم التازي، مدير مجموعة "ريشبوند"، ونجيب أقصبي، الخبير الاقتصادي، حيثيات مشاركتهم في الوثائقي، وأوضحوا أنه منح الكلمة لكاترين كراسيي، رغم أنها "لا مصداقية لها بعد متابعتها من قبل القضاء الفرنسي بابتزاز القصر الملكي". ويبدو أن حملة التشويش على الملك، الذي يقيم حاليا في عطلة خاصة بالديار الفرنسية، لم تتوقف عند هذا الحد الإعلامي، بل بلغت حد اعتزام حفنة من "المعارضين" تنظيم وقفة احتجاجية أمام قصر الملك في بلدة "بيتز" الفرنسية، اليوم، بمناسبة عرض البرنامج الوثائقي في "فرانس 3"، لكنها وقفة احتجاجية قوبلت بفرض السلطات الفرنسية تنظيمها على بعد 500 متر من الإقامة الملكية.