بحركات راقصة وصوت حاد قادم من البادية الإيطالية، لم يفوت المغني والعازف الإيطالي أونطونيو كاسترينانو فرصة تواجده لأول مرة بالمغرب، للمشاركة في مهرجان موازين، دون رسم لوحات راقية من الفن الإيطالي، عازفا رفقة مجموعته مقاطع موسيقية من فن "البيستيكا" الأصيل. ابن مدينة "سالينتو" أبدع في المزج بين خليط موسيقي فريد، على غرار عدد من الفنانين الذين توافدوا على منصة الموقع الأثري شالة خلال الأيام الماضية من الدورة الحالية للمهرجان، فيما لم يعرف موعد اليوم السادس حضورا غفيرا كما كان عليه الحال خلال سهرة الفنان الإيراني علي رضا قرباني. ولم يكن الفنان الإيطالي وحده النجم المتألق في موعد شالة، بل بصم العازفون الذين رافقوه على أداء مبهر في العزف على مختلف الآلات الموسيقية التي صاحبت الغناء؛ حيث برع جوسيبي سبيديكاتو في العزف على القيثارة تارة وعلى الناي العربي تارة أخرى، كما أبدع روكو نيغرو الذي عزف على "أكورديون"، وتفنن جيانلوكا لونجو، الذي كان أكثرهم تألقا، في العزف على آلة "الماندولين" العصري. وفيما عبّر الفنان الإيطالي عن سعادته الغامرة بالتواجد في مهرجان موازين، أبدى الجمهور تجاوبا كبيرا معه، من خلال التصفيق بحرارة، والوقوف تحية له عند نهاية عدد من المقاطع الغنائية التي كان كاستيرينانو يتفنن في أدائها، بحضور مميز تأرجح بين أداء أغان حماسية وأخرى هادئة. ولم يكتف الفنان الإيطالي رفقة فرقته الموسيقية بأداء "البيستيكا"، بل تجاوز ذلك إلى المزج بين الإيقاعات العربية عبر استعماله للآلة "الطار" المشرقية التي تستخدمها بعض المجموعات الغنائية العربية، وكذا إيقاعات "البانغرا" القادمة من الشمال الآسيوي. "العرض الغنائي الدسم" الذي قدمه النجم الإيطالي لم يقبل الحضور بأن ينتهي في وقته المبرمج له من قبل إدارة المهرجان؛ أي بعد ساعة ونصف، بل ألح على أونطونيو كاسترينانو ليستمر في الأداء، وهو ما استجاب له العازفون، من خلال أغنيتين حماسيتين أخذتا الجمهور إلى عوالم الفن الكلاسيكي الإيطالي الذي يستمد جذوره من الثقافتين الرومانية والإغريقية وغيرهما.