أشرف الباحث الجامعي المغربي موحى الناجي على كتاب جماعي جديد يحمل عنوان "آفاق جديدة لمسلمي الشتات بأمريكا الشمالية وأوروبا"، صدر مؤخّرا عن دار النشر الأمريكية "ماكميلن بلغريف"، متناولا في 282 صفحة أوضاع الجاليات المسلمة في دول أمريكا الشمالية وأوروبا. ويتضمن الكتاب الجديد مساهمات خبراء ومفكرين دوليين، ودراسات نظرية وميدانية حول كندا، وأمريكا، وفرنسا، وهولندا، وإيطاليا، وألمانيا، وبريطانيا، كما يتطرق إلى القضايا المتعلقة بحرية العقيدة وحقوق الإنسان والتنوع الثقافي، ودورها في توطيد الديمقراطية والتنمية والتماسك الاجتماعي في العالم الغربي. ويركز المؤلف على مسلمي الشتات في أوروبا وأمريكا الشمالية، والتحديات التي تواجه الأقليات المسلمة، ومساهمتها في التنمية المستدامة، والحوار بين الأديان في البلدان المضيفة، كما يسلط الضوء على وضعية الإسلام والمسلمين في أوروبا وأمريكا الشمالية. ويستعرض الكتاب العوامل التاريخية والهيكلية الواسعة التي مهدت الطريق لتشكيل الأقليات المسلمة في هذه المجتمعات الغربية، ويبرز أيضا الاتجاهات الحالية في التحليل الاجتماعي والتنظير حول المواطنة واندماج المسلمين في الدول العلمانية وعودة الإسلام إلى الواجهة في أوروبا وأمريكا بقوة بعد الهجمات الإرهابية هناك. ويهدف هذا الإصدار الجديد إلى فتح آفاق جديدة للانتقال إلى مرحلة أخرى من النقاش حول الشتات الإسلامي الذي يربط السياسة التي تقوم على الاختلاف الثقافي بالثقافة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ويروم أيضا تعميق المعرفة حول المجتمعات المسلمة في الدول الغربية، وثقافات الإسلام والتقاطعات مع الغرب. وينتقد هذا الكتاب النهج الشمولي لمفهوم الثقافة الذي يختزل جميع المسلمين في الشتات في فئة واحدة، ويتجاهل العوامل الهامة الأخرى التي تشكل تنوع مواقف وسلوكيات المسلمين في الغرب، لاسيما وضعهم الاجتماعي والاقتصادي، والنوع الاجتماعي، ومستوى التعليم، والطبقة الاجتماعية، والموقف تجاه الدين والحياة الغربية. وينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء رئيسية، هي "الخلفية التاريخية والأنثروبولوجية لمسلمي الشتات"، و "الشتات الإسلامي، والتنوع الثقافي، وقضايا الهويات"، و"الانعكاسات على النساء المسلمات في الشتات"، و"جوانب التكامل والتمييز، والخوف من الإسلام أو الإسلاموفوبيا". وموحى الناجي أكاديمي مغربي له اهتمامات بحثية في مجالات اللسانيات والثقافة والمجتمع، والهجرة، وقضايا الجنسين، واللغة؛ وهو مؤسس ورئيس المعهد الدولي للغات والثقافات في فاس، ولديه العديد من المنشورات في اللسانيات، والدراسات الثقافية، والهجرة، والتعليم، والنوع الاجتماعي.