صدر، مؤخرا، عن دار النشر الأمريكية (بلكريف - ماكميلان)، كتاب جديد للباحث المغربي موحى الناجي يحمل عنوان «المغاربة المسلمون في أوروبا». ويعالج هذا الكتاب، الذي يقع في 290 صفحة من القطع المتوسط، والذي يضم دراسات نظرية وميدانية، مجموعة من القضايا التي تهم مغاربة أوروبا، خصوصا وضعهم السوسيو ثقافي وظاهرة التعدد الثقافي وإشكالية اندماج المهاجرين المسلمين في ست دول أوربية، وهي فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وهولندا وبريطانيا. ويقدم المؤلف الذي يرأس «مركز جنوب شمال لحوار الثقافات والدراسات حول الهجرة» بمدينة بفاس، موجزا عن تاريخ الهجرة المغربية إلى أوروبا، ونظرية التعددية الثقافية لمعالجة القضايا المتعلقة بالتنوع الثقافي، وإدماج المهاجرين في إطار مقاربة اجتماعية وأنثروبولوجية، كما يسلط الضوء على إشكالية الهوية والإسلام في أوروبا. وتمحورت الفصول العشرة لهذا المؤلف حول ستة مواضيع رئيسية توزعت ما بين تاريخ الهجرة المغربية إلى أوروبا، والظروف المعيشية للمسلمين بها، مرورا بظاهرة الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا) وقضايا اللغة والنظم التعليمية، ووضع المرأة المغربية، وتحديات الاندماج والهويات المتعددة لمغاربة أوروبا. ويؤكد موحى الناجي في هذا الكتاب على أهمية احترام الخصوصيات الثقافية للمهاجرين المسلمين في أي مناقشات أو سياسات بشأن التنوع والديمقراطية في أوروبا، مشيرا إلى أن المهاجرين المغاربة الذين كان هدفهم الرئيسي ولا يزال هو تحسين ظروفهم المعيشية في البلد المضيف، يشكلون عنصرا فاعلا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بالنظر إلى مساهماتهم المتنوعة وإنجازاتهم في العديد من المجالات. ويرى الباحث أن الدول الأوروبية والمجتمعات الغربية بشكل عام مدعوة إلى تقبل التقاليد الثقافية للمهاجرين المسلمين وحماية حقوقهم المدنية والسياسية، كما يجب في المقابل على المهاجرين وأحفادهم التعرف على ثقافة بلدهم الجديد والالتزام بمزيد من التسامح واحترام القوانين والأنظمة المعمول بها في أوروبا. وصدرت لموحى الناجي كتب سابقة مثل «التعددية الثقافية والديمقراطية في شمال إفريقيا»، و«تعدد اللغات.. الهوية الثقافية والتربية والتعليم في المغرب»، و«اللغة والنوع الاجتماعي في منطقة البحر الأبيض المتوسط» و«النوع الاجتماعي والعنف في الشرق الأوسط»، كما نشر العديد من المقالات في المجلات والصحف المغربية والأوروبية والأمريكية.