في ظل تشاؤم يطبع آراء الأسر المغربية حول غلاء المعيشة، ومع اقتراب شهر رمضان، مازالت أسعار الدجاج تشهد ارتفاعا مستمرا وصل إلى 25 درهما للكيلوغرام الواحد، ما يشكل عبئا على المواطن المغربي المعتاد على أطباق مرتكزة على الدجاج، خاصة الذي يفضل تناول اللحوم البيضاء. ويقول "مصطفى.س"، صاحب محل لبيع الدواجن وسط مدينة سلا، إنه يقتني الدجاج بثمن 21 إلى 22 درهما للكيلوغرام الواحد، وهذا ما يجعل الثمن المعروض بمحله يصل إلى 25 درهما، مشيرا إلى أن المواطنين باتوا غير مقبلين على اقتناء الدجاج كسابق عهدهم، وأن الأمر يرتبط أساسا بغلائه. وأبرز المتحدث أنه كان يشتري قنطارا ونصف القنطار من الدجاج يوميا للذبح والبيع، إلا أن الكمية انخفضت مؤخرا لتصل إلى قنطار واحد لا غير، متابعا "القضية ناقْصَة شْوِيّا، والدجاج فَالفيرْمات ولاَّ غالي". من جهتها، قالت امرأة كانت تنتظر أن يفرغ بائع الدجاج من تنظيف دجاجة اقتنتها، "الدجاج غالي، وقاصْحا علينا شوية دجاجة فيها جوج كيلو ونص ب60 درهم، أما الدجاج البلدي الكيلو ب70 درهم"، مؤكدة أن المواطن البسيط لا يستطيع أن يؤمن أطباقا غذائية تحتوي على بضع قطع من اللحوم، حمراء كانت أم بيضاء. الكاتب العام للجمعية الوطنية لمنتجي الدواجن، عبد الرحمان الرياضي، أوضح أن سبب ارتفاع ثمن كيلوغرام واحد من الدجاج إلى 25 درهما، يعود إلى شهور دجنبر ويناير وفبراير الماضية، حين أصيبت الدواجن بفيروس إنفلونزا الطيور خفيف الضراوة، ما أثر على الدجاجات التي تنتج البيض؛ حيث إن أعدادا منها نفقت، وقلَّت معها أعداد البيض التي من المفروض أن تصبح كتاكيتا بعد 60 يوما، والتي بدورها يلزمها 40 يوما لتصبح دجاجات صالحة للاستهلاك. وأوضح الرياضي، ضمن تصريح للجريدة، أن قطاع الدواجن يعيش تحت وطأة تأثيرات ما حدث قبل شهور خلت، حيث إن الخصاص الذي يعرفه السوق حاليا يعود إلى نقص في أعداد الدواجن وصل إلى أربعة مليون "فَلّوس" عوض ثمانية ملايين سالفا. وأكد المتحدث، بكل ثقة، أن أثمان الدواجن خلال شهر رمضان ستبلغ 14 أو 15 درهما للكيلو الواحد على أبعد تقدير، مشيرا إلى أن سوق الدواجن تعرف ركودا خلال هذا الشهر على عكس توقعات الأسر المغربية، عازيا الأمر إلى توقف محلات الوجبات السريعة التي تعتمد اعتمادا كبيرا وأساسيا على لحوم الدواجن لإعداد وجباتها الغذائية.