انطلقت، صباح اليوم الخميس، بقلعة مكونة، الدورة الرابعة والخمسون لمهرجان الورود. ويعتبر المهرجان، الذي انطلقت أولى دوراته سنة 1962، ثاني أقدم مهرجان في المغرب، بعد موسم حب الملوك الذي ينظم بمدينة صفرو. وتُنظم الدورة الحالية من مهرجان الورود تحت شعار: "مهرجان الورود، تثمين للمنتوجات المجالية ورافعة للتنمية المستدامة"، ويطمح المنظمون إلى جعل المهرجان يصنف تراثا إنسانيا عالميا، بحسب ما صرح به عامل إقليمقلعة مكونة. واعتبر العامل، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن مهرجان الورود بقلعة مكونة "يُعدّ مفخرة للإقليم باعتباره واحدا من أهم المهرجانات على الصعيد الوطني ذات الإشعاع الكبير، لما يحمله من أصالة وأبعاد ثقافية وحضارية". عامل قلعة مكونة دعا إلى التفكير في مأسسة قطاع إنتاج الورود، بهدف جعله قاطرة للتنمية في المنطقة. وأُسند تنظيم الدورة الحالية إلى مجموعة جماعات الوردة، والفدرالية البيمهنية للورد العطري، "لإضفاء الحكامة على التنظيم"، بحسب العامل. ويبدو أنّ منظمي المهرجان قد أصغوا للانتقادات التي وجّهت إليهم بسبب ميزانية التنظيم خلال الدورات السابقة، إذ جرى تخفيضها بحوالي 27 بالمائة، مقارنة مع ميزانية الدورة السابقة. وبحسب ما أفاد به إبراهيم أيت القاصح، النائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي، فقد بلغت ميزانية الدورة السابقة ستة ملايين درهم، وجرى تخفيضها إلى 4.5 ملايين درهم في الدورة الحالية، مضيفا: "كانت هناك انتقادات، ولكن هناك تسيير محكم وشفافية، ونحن نقدم الأرقام للفاعلين الجمعويين ولوسائل الإعلام". وقدّم إبراهيم حافيدي، المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الأركان، أرقاما حول إنتاج سلسلة الورود، التي تدخل ضمن مخطط المغرب الأخضر، موضحا أن وزارة الفلاحة تطمح إلى رفع مستوى الإنتاج من طن واحد في الهكتار حاليا، إلى أربعة أطنان في الهكتار في أفق سنة 2020. وتبلغ المساحة المزروعة بالورود، في الوقت الراهن، 100 هكتار، في حين يُتوقع أن تبلغ 400 هكتار في أفق سنة 2020، وفق حافيدي الذي أشار إلى أن ثمن الكيلوغرام الواحد من الورد انتقل من 2 إلى 3 دراهم في تسعينيات القرن الماضي، إلى ما بين 15 و20 درهما حاليا. من جهته قال رئيس الفدرالية البيمهنية للورد العطري، جلال شرف، إن تعزيز القدرة التنافسية لقطاع إنتاج الورود بالمغرب على الصعيد الدولي، يقتضي الرفع من كميات الإنتاج، والبيع بأسعار معقولة، مضيفا أن للورد المغربي مكانة متميزة في السوق الدولية، نظرا للجودة التي يتميز بها. وعلاوة على عَرْض منتجات الورد، ومنتجات الصناعة التقليدية، سيشهد مهرجان الورود بقلعة مكونة تنظيم موائد مستديرة، وأنشطة اجتماعية، وسهرات فنية، فضلا عن اختيار ملكة جمال موسم الورود، والتي سيعلن عن اسمها مساء غد الجمعة.