انطلقت اليوم الخميس ببلدية قلعة مكونةبإقليم تنغير، فعاليات مهرجان الورود في نسخته ال 52 المنظمة على مدى أربعة أيام تحت شعار " المجال القروي، إكراهات التنمية ورهانات المستقبل" . وتهدف هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من المجلس الاقليمي لتنغير والفيدرالية البيمهنية المغربية للورد وبتعاون مع المجلس البلدي لقلعة مكونة والوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الاركان، الى ترسيخ البعد التنموي للقطاع إن على الصعيد المحلي أو الجهوي أو الوطني، وإبراز مؤهلاته ومكانته المتميزة في المسلسل التنموي. وخلال الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش أن هذا المهرجان حظي بتنظيم جيد مما سيجعله يلقى النجاح المنشود ، مشيرا الى أن مخطط المغرب الأخضر لم يستثن أي سلسلة من سلاسل الانتاج ، وعمل على ادخال المنتجات المحلية في اطار الدعامة الثانية، مما يستدعي التعامل مع هذا المنتوج بطريقة تضمن له الاستمرارية. ودعا الوزير الى ضرورة دراسة الامكانيات من أجل مضاعفة المنتوج وتوسيع المساحات المخصصة لهذا القطاع بشكل عقلاني، خاصة وأن السوق الدولية تعد سوقا واعدة. ومن جهته، أوضح عامل إقليم تنغير لحسن أغجدال أن مهرجان الورود بقلعة مكونة يعتبر تظاهرة ترقى بالمنتوج المحلي الفريد من نوعه المتمثل في الورد العطري، الذي يعد، حسب مواصفاته ومميزاته، من أجود الأنواع على الصعيد العالمي. وأشار الى الأنشطة الفلاحية عرفت ازدهارا ملحوظا بهذه المنطقة مع ظهور ضيعات نموذجية لتحسين الانتاج لدى الفلاح الصغير والمتوسط مما شجع على انشاء وحدات وتعاونيات للانتاج خصوصا في مجال النباتات الطبية والعطرية وفي مقدمتها منتوجات الورد. ومن جانب أبرز رئيس المجلس الجهوي لسوس ماسة درعة السيد ابراهيم حافيدي، أن مخطط المغرب الاخضر ساهم في تدعيم هذا القطاع مما مكنه من تحقيق نتائج مهمة وتحسين مدخول الفلاحين وتحفيزهم على مواكبة التنمية التي تعرفها المنطقة. أما رئيس المجلس الاقليمي لتنغير السيد ابراهيم بنديدي، فأشار من جانبه الى أن هذا المهرجان يساهم لا محالة في احياء الموروث الثقافي والحضاري للمنطقة ويساهم في النهوض بالقيم والتقاليد المحلية، فضلا عن كونه يعمل على التعريف بالمنطقة سواء من ناحية مؤهلاتها الطبيعية أو مواقعها السياحية ومآثرها التاريخية . وركزت باقي التدخلات على الأهمية التي يكتسيها هذا المهرجان العريق، داعين الى العمل على ضمان استمرارية هذه التظاهرة الرامية الى تثمين منتوج الورد بشكل خاص والفلاحة بشكل عام بهذه المنطقة. وتميز هذا الحفل، بالتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات تهدف الى تثمين المنتوجات المحلية خاصة الورد، بالاضافة الى النهوض بالجانب الاجتماعي للعاملين في قطاع الفلاحة بالمنطقة. وبهذه المناسبة، تم التوقيع على اتفاقية شراكة تروم احداث دار الورد بقلعة مكونة، وذلك من أجل تثمين منتوجات الورد والرفع من امكانيات التسويق وتقوية قدرات الفلاحين، بتكلفة مالية تبلغ 6 ملايين درهم. كما وقعت اتفاقية شراكة أخرى، لبناء وتجهيز مركز لتصفية الدم بقلعة مكونة بتكلفة مالية تبلغ 4 ملايين درهم، وبطاقة استيعابية تصل الى 60 شخصا. وخلال هذا الحفل، تم على الخصوص، توزيع شواهد الاستحقاق على الفاعلين في المجال الفلاحي وعلى تنظيمات مهنية، المهتمة بمنتوجات الورد والعسل والتفاح واللوز، وذلك باعتبارهم شركاء في تفعيل وتنزيل مضامين مخطط المغرب الاخضر. واشتمل برنامج الحفل الافتتاحي، ايضا، على جائزة " الوردة الذهبية" لمجموعة من النساء العاملات في قطف الورد ، وذلك اعترافا بمجهوداتهن المبذولة للمحافظة على جودة هذا المنتوج . ويشارك في معرض الورد الذي ينظم بهذه المناسبة، أكثر من 300 عارض، يمثلون 25 جماعة منتمية لاقليم تنغير، الى جانب النسيج الجمعوي المحلي والجهوي، والفاعلين المحليين في مجال الورد، في حين خصص فضاء آخر لمعرض المنتجات المحلية الخاصة بالجنوب الشرقي للمملكة، وفضاء آخر لمنتجات الصناعة التقليدية بالمنطقة. وتعرف الدورة الحالية برمجة متنوعة وغنية تتضمن مجموعة من الأنشطة المتنوعة رياضية وصبحيات وأنشطة للاطفال، وورشات في المسرح والرسم، ولقاءات أدبية تروم فسح المجال للمبدعين والكتاب الشباب على الخلق والإبداع، علاوة على تنظيم أمسيات فنية، وشعرية ومسابقات في فن الفروسية التقليدية. وتتميز دورة 2014 بخلق ساحة مشابهة لساحة جامع الفنا بكل مكوناتها بمركز قلعة مكونة، فضلا عن تنظيم كرنفال الورد واختيار ملكة جمال الورد وحفل لتقديم جوائز الورد الذهبية للمشاركين الذين سيتميزون بإبداعاتهم في هذا المجال. من جهة أخرى، سيتم خلال هذه الدورة، المنظمة بتعاون مع المجلس الاقليمي للسياحة وبدعم من المجلس الجهوي لسوس ماسة درعة ومؤسسة ورزازات الكبرى للتنمية المستدامة، تنظيم مسابقة في المجال المقاولاتي لفائدة الشباب حاملي المشاريع.