تدفق الآلاف من المواطنين المغاربة والسياح الأجانب السبت والأحد الماضيين على مدينة قلعة مكونة، وذلك بمناسبة إحياء موسم الورود، الذي يتم الاحتفال به في هذه الفترة من كل سنة. وقد أحيت قلعة مكونة موسمها لهذه السنة تحت شعار" ترميز منتجات الورود العطرية: رافعة لتنمية محلية مستدامة"، حيث ينسجم هذا الشعار مع الجهود المبذولة من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات من أجل تثمين هذا المنتوج المحلي، ومنحه مؤشرا جغرافيا يعطيه قوة تنافسية أكبر، خاصة على صعيد الأسواق الخارجية. وينسجم هذا الهدف مع مضامين المخطط الجهوي للمغرب الأخضر، لاسيما في شقه المتعلق بالفلاحة التضامنية الذي تندرج فيه سلسلة إنتاج الورود التي تشتهر بها مدينة قلعة مكونة . وقد عرفت شوارع وبعض أزقة قلعة مكونة نهاية الأسبوع الماضي حركة تجارية استثنائية، حيث أقبل زوار المدينة بكثرة على اقتناء الورود العطرية ومشتقاتها المختلفة التي تتوزع ما بين العطر السائل، ومواد التجميل، ومواد التطهير السائلة والصلبة، ومصنوعات الديكور المنزلي. وشكل احتفاء قلعة مكونة بموسم الورود لهذه السنة فرصة لتنظيم معرض ضم أروقة لمنتجات الصناعات التقليدية المعروفة في المنطقة، وفي أماكن أخرى من المغرب، من ضمنها الزرابي والخناجر ، كما ضم المعرض أروقة لبعض المنتجات الزراعية المحلية مثل الزعفران والعسل. للإشارة، فإن معدل الإنتاج السنوي من الورود العطرية في منطقة قلعة مكونة يقدر بحوالي 3 آلاف طن، وتصل قيمتها المالية إلى حوالي 30 مليون درهم. وأفاد مصدر من المركز الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات بأن الإنتاج السنوي من الورود يمكن أن يتجاوز هذا الحد ليصل إلى 4 آلاف طن إذا كانت الظروف المناخية ملائمة، خاصة في حال توفر مياه السقي، وانعدام الصقيع خلال الفترة الربيعية. ويوجه الجزء الأكبر من الإنتاج، الذي يتراوح ما بين 20 و30 في المائة من المحصول الإجمالي، نحو التقطير في الوحدتين الصناعيتين المتواجدتين بالمنطقة . بينما يوجه باقي الإنتاج نحو التجفيف ليعاد بيعه ، سواء في الأسواق المحلية، أو في أسواق أخرى بالمدن المغربية.