شنّ زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز المراكشي، الجمعة الماضية بتندوف، هجوما شديد اللهجة على الصحراويين الوحدويين، القاطنين بمختلف المدن المغربية، وتوعدهم بالإبادة والقتل، لأنهم حسب المراكشي، أفرغوا مشروع البوليساريو من الداخل، في إقامة "دويلة" وهمية على الحدود الجنوبية للمغرب، ولأنهم يشكلون عقبة خطيرة، حسب تعبير المراكشي، أمام الطموحات الانفصالية لأتباع جنرالات الحرب الجزائريين. وكشفت يومية "الصحراء" المغربية أن الخطاب الناري العنصري، الذي ارتجله عبد العزيز المراكشي يوم الجمعة الماضي، أمام جمع من قادة بوليساريو، فاجأ أقرب مقربيه أبرزهم زوجته الجزائرية، خديجة حمدي، وساعده الأيمن لمين ولد البوهالي، اللذان تحفظا في تصريحات لوسائل الإعلام الجزائرية، عن تبني موقف المراكشي نفسه، واعتبروا أن ما أفصح عنه المراكشي يبقى موقفا شخصيا، لا تتبناه البوليساريو، إذ عبر المراكشي عن عزمه في قتال حتى والده الشيخ الخليلي محمد البشير الركيبي وإخوته. يذكر أن المراكشي اعترف، لأول مرة، في خطابه العنصري الجديد، أن أغلب الصحراويين الذين كانوا محتجزين بمخيمات تندوف فروا إلى المغرب على مر السنين، منذ قيام النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وقال المراكشي: "لا ننسى أن العقبة الخطيرة أمام مشروعنا في الصحراء هي القبائل الصحراوية، التي هاجرت إلى الشمال، والتي لها ولاء كبير للمغرب، وعددها كبير". هذا و شجبت رابطة أنصار الحكم الذاتي بمخيمات المحتجزين بتندوف، فرع لحمادة، في بلاغ لها الأحد الماضي، الخطاب العنصري الجديد الذي ألقاه عبد العزيز المراكشي يوم الجمعة الماضي، أمام قيادة بوليساريو بتندوف، مشيرة إلى أن "كل القبائل الصحراوية ومعها سكان المخيمات يستنكرون بشدة تهديدات الابن العاق، الذي يقود عصابة بوليساريو". وأشار فرع لحمادة لرابطة أنصار الحكم الذاتي إلى أن أنصار الحكم الذاتي بمخيمات المحتجزين بتندوف عقدوا اجتماعا طارئا مع المكتب التنفيذي للرابطة بمدينة الداخلة، يوم السبت المنصرم، ناقشوا فيه تداعيات التهديدات الجديدة للمراكشي، وطريقة الرد القوي لفضح كل خطط بوليساريو، المسطرة سلفا من قبل جنرالات الحرب بالجزائر، "التي تحاول جاهدة الزج بسكان الصحراء المغربية للدخول في حرب أهلية".