وافقت الإدارة الأمريكية على صفقة بيع أنظمة اتصالية حربية متطورة لفائدة المغرب، ويتعلق الأمر بنظام اتصالات لاسلكي للاستعمالات العسكرية " Sincgars"، ستستفيد منه القوات المسلحة الملكية في إطار تحسين أنظمتها الاتصالية العسكرية. وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، تفاصيل الصفقة الجديدة، التي تستمر إلى غاية سنة 2021، والتي ستتكلف من خلالها شركة "Harris Corp"، المختصة في صناعة أنظمة الاتصال اللاسلكي للاستعمالات العسكرية والدفاعية، بتزويد المغرب بنظام مماثل في صفقة تبلغ قيمتها ما يناهز 4 مليارات درهم. وحسب "البانتاغون"، فإن الشركة الأمريكية ستتكلف بتزويد المملكة بنظام اتصالات لاسلكي، إضافة إلى تسليم قطع الغيار الخاصة به ومستلزمات التركيب والصيانة، علاوة على تقديم تكوين لأفراد القوات المسلحة الملكية التي ستتعامل مع النظام الأمريكي، وفقا لما تمليه بنود العقد المبرم. إحداث توازن وفي تعليقه على الصفقة التي أبرمها المغرب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، أكد الخبير العسكري عبد الرحمان المكاوي أن "الصفقة تمت منذ خمس سنوات، حينما وقع الجنرال دكوردارمي عبد العزيز بناني على اتفاقية التعاون العسكري الأمريكي-المغربي"، والتي نصت، حسب المتحدث ذاته، على "تزويد الجيش المغربي بوسائل اتصال حديثة، وخاصة وسائل التنصت والتوجيه عن طريق GPS". وأوضح المكاوي، في تصريح لهسبريس، أن الصفقة "تمت بالفعل بين الجيش المغربي والجيش الأمريكي، والشركات المصنعة للرادارات وأجهزة التنصت وتوجيه الصواريخ، وكذلك الأجهزة التي تعمل بالليزر"، مضيفا أن الأجهزة التي يتم الحديث عنها "استعملت في العديد من المناورات في الصحراء قرب طانطان، وتمرنت عليها القوات المغربية". وكشف العارف بخبايا التسلح أن "الصفقة نفسها أبرمت مع الجيش الجزائري"، مؤكدا، استنادا إلى مصادر من الطوارق، أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية أقامت قاعدة قرب مدينة تمنراست على بعد 60 كيلومترا من قيادة المنطقة السادسة الجزائرية، تحتوي على الأجهزة نفسها التي تسلمها الجيش المغربي". وحول سياق إبرام هذا النوع من الصفقات العسكرية، أشار المكاوي إلى أن ما يهم الدول الكبرى الآن هو "إحداث توازن في النزاع المغربي الجزائري، الذي لا يعد غاية قصوى"، وأضاف أن "بيع السلاح من طرف القوى الكبرى يهدف في الوقت الراهن إلى الحفاظ على التوازن". "المغرب لن يتخلى عن أصدقائه القدامى على مستوى التزود بالسلاح، مثل فرنسا وإسبانيا والولاياتالمتحدة، مع الاتجاه نحو تنويع مصادر التموين"، يقول عبد الرحمان المكاوي، الذي أضاف أن "الجانب العسكري قد يكون حاضرا في الزيارة الملكية الحالية إلى الصين"، مرجحا أن يقوم المغرب ب"شراء صواريخ صينية بعيدة المدى، كالتي تتوفر عليها العربية السعودية". صفقة عادية اقتناء المغرب لأجهزة اتصالات لاسلكية يراه محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، "صفقة عادية تأتي في إطار الصفقات التي يبرمها المغرب بشكل مستمر مع شركائه التقليديين". وأوضح بنحمو، في تصريح لهسبريس، أن "هذا النوع من المعدات التي تستعمل في التواصل من شأنها أن تساعد المملكة من الناحية التقنية على مواجهة التحديات الحاضرة في المنطقة، كالتهديدات الأمنية والإرهابية". ورغم سوء الفهم بين الرباط وواشنطن على خلفية القرار الأخير لمجلس الأمن، أوضح بنحمو أن مثل هذه الاختلافات "لا تؤثر على الجانب العسكري والمصالح الإستراتيجية"، مضيفا أن "اختيار المغرب الدائم للممون الأمريكي في ما يخص التزود بالأسلحة يرتبط بمسألة خيارات إستراتيجية". * صحافي متدرب