أعلنت وكالة التعاون الأمني والدفاعي التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية عن صفقة تجارية عسكرية جديدة مع المغرب، ما يؤشر على عمق العلاقات الاستراتيجية والعسكرية بين البلدين، رغم الاختلافات السياسية التي قد تبرز أحيانا إلى الواجهة. الصفقة تبدو تجارية، أساسا، هدفها تجديد السلاح الجوي المغربي، ولا يبدو أنها مرتبطة بأي أهداف عسكرية، في غياب مؤشرات على أي توتر عسكري في المحيط الإقليمي للمغرب، وتتضمن بيع 36 طائرة أباتشي هجومية من طراز طراز AH – 64 E، إضافة إلى 79 محركا، من بينها 72 مركبة مسبقا و6 عبارة عن قطع غيار، بالإضافة إلى 36 مجسا متطورا للاستكشافات وتحديد الأهداف المستهدفة، ومجسات أخرى للرؤية الليلية، و18 رادارا لمكافحة الحرائق مزودة بوحدات إلكترونية. كما تشمل الصفقة أيضا 551 صاروخا موجها من نوع “هيلفاير” طراز AGM-114R، و60 صاروخ “هيلفاير” من طراز AGM-114L، و72 صاروخ “هيلفاير” M36E9، و200 صاروخ من نوع “ستينغر” طراز AIM-92H، إلى جانب 588 مجموعة لنظم الأسلحة الدقيقة المتقدمة، و78 نظاما لتحديد المواقع العالمي المرتبط بنظم الملاحة البحرية، و39 نظاما لرصد الصواريخ. وقالت الوكالة الأمريكية إن قيمة هذه الصفقة، بكل مكوناتها، ستكلف الميزانية العامة للمملكة 4 ملايير و250 مليون دولار، مؤكدة أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على الصفقة، لأن الأمر يتعلق ب”دعم أحد الحلفاء المهمين” لواشنطن، وذلك في انتظار موافقة الكونغرس كذلك. واعتبرت الوكالة الأمريكية نفسها أن الصفقة الأمريكية المغربية من شأنها “دعم السياسة الخارجية، والأمن القومي للولايات المتحدة”، من خلال “المساعدة على تحسين أمن أحد الحلفاء المهمين من خارج حلف شمال الأطلسي، والذي يعد قوة مهمة لتحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في إفريقيا”. لكنها أشارت، كذلك، إلى أنها قد تساعد المغرب على “تحسين قدراته العسكرية في مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية”، لكنها “لن تخل بالتوازن والاستقرار في شمال إفريقيا”. وتذكر الصفقة الجديدة بين المغرب وأمريكا بالصفقة التي تمت بينهما قبل 10 سنوات تحديدا، بشأن اقتناء 24 طائرة من طراز F16، والتي كلّفت حينها خزينة الدولة نحو 2,3 مليار دولار، وكانت أكبر صفقة لأمريكا في سنة 2008. وحول الدلالات السياسية للصفقة الجديدة، قال عبدالرحمان المكاوي، الجامعي المتخصص في الدراسات العسكرية، إن الصفقة الجديدة ترمي إلى استدامة “التوازن مع الجزائر” التي أبرمت بدورها صفقات تجارية عسكرية ضخمة مع روسيا، كما ترمي إلى “تجديد السلاح الجوي المغربي في ضوء التحديات التي يواجهها، وأساسا الإرهاب”. وتعد طائرات الأباتشي من طراز AH – 64 E، إحدى الطائرات المروحية الهجومية الرئيسة في الجيش الأمريكي، توصف بأنها “قاتلة الدبابات”، بحيث تكون مسلحة بصواريخ “هيلفاير” الخارقة للدروع، وتتميز بقدرتها على العمل ليلا ونهارا، وفي جميع الظروف المناخية.