وافقت الإدارة الأمريكية على صفقة بيع أسلحة لفائدة المغرب، ويتعلق الأمر ببيع صواريخ متطورة لصالح الجيش المغربي، الذي رفع من إيقاع صفقاته العسكرية خصوصا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأعلنت وكالة التعاون العسكري والأمني التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية أنها وافقت على الصفقة التي ستدخل حيز التنفيذ خلال الأشهر القادمة. وبحسب الوكالة الأمريكية، فإن الصفقة تتعلق بتزويد الجيش المغربي ب 600 صاروخ من نوع TOW 2A ، بالإضافة إلى 300 من أنظمة الإطلاق الأرضية الخاصة بالصواريخ المذكورة والمعدات التابعة لها، فضلا عن توفير التدريب والدعم اللوجستي، وقطع الغيار، في صفقة تبلغ قيمتها حوالي 1.5 مليار درهم. وكثر الحديث عن صواريخ TOW 2A، في الآونة الأخيرة لاستعمالها بشكل مكثف من قبل المعارضة السورية ضد قوات الأسد، حيث تعتبر من أكثر الصواريخ قدرة على اختراق المدرعات، وتشكل إضافة نوعية جديدة في المجال العسكري. بلاغ الوكالة الأمريكية كشف أن هذه الصفقة الجديدة تساهم في السياسة الخارجية الأمريكية والأمن القومي للولايات المتحدةالأمريكية، "وذلك من خلال مساعدة خلفاء واشنطن غير الأعضاء في حلف الناتو على تقوية أمنهم وقدراتهم العسكرية"، وأوضح البلاغ أن المغرب "يعتبر من القوى المهمة التي تساعد في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي في شمال إفريقيا". البلاغ أبرز أن الصفقة الجديدة "ستساهم في تطوير جهود المغرب على تطوير قدراته العسكرية البرية"، لافتا إلى أن الصفقة لن تغير من موازين القوى العسكرية في المنطقة. وفي تعليقه على الصفقة الجديدة التي أبرمها المغرب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، أكد الخبير العسكري، عبد الرحمان المكاوي، أن جميع الدراسات العسكرية الحديثة تفيد بأن الصواريخ التي اقتناها المغرب تعتبر من الأسلحة التي تقبل عليها جميع جيوش العالم، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار. وكشف المكاوي أن الصواريخ التي سيحصل عليها الجيش المغربي تعتبر من الجيل الرابع من الأسلحة، نظرا لتوفرها على أنظمة معلوماتية متطورة وقادرة على قصف أهدافها بدقة عالية، "وقد تم استعمالها في جميع الحروب الحديثة، من حرب العراق إلى الصراع في ليبيا وسوريا"، يورد المكاوي. وفسر المكاوي ارتفاع إيقاع الصفقات العسكرية التي أبرمها المغرب في الآونة الأخيرة، بتنامي المخاطر "التي تتطور ساعة بعد أخرى، خصوصا وأن المغرب يعيش في شمال إفريقيا التي تعتبر منطقة مشتعلة وتعرف حضور تنظيمات متطرفة"، مواصلا أن الجماعات المتطرفة باتت تتوفر على أساليب قتالية متطورة "ورأينا كيف أن الجيش العراقي انهار في الموصل وترك خلفه حوالي 27 مليار دولار من الأسلحة". ولفت المكاوي إلى أن تلويح الانفصاليين بالعودة إلى حمل السلاح، "جعل المغرب يعمل على تقوية قدراته العسكرية"، مردفا أن الوضع الضبابي في الجزائر ومصير سلطة الحكم فيها "يجعل المنطقة تعيش في حالة من انعدام الاستقرار تتطلب التحضير العسكري الكامل".