الصورة من موقع boujaad.net في الوقت الذي يتوجه النقاش على المستوى الوطني للحفاظ على البيئة والإكثار ما أمكن من المساحات الخضراء، خاصة أن المغرب مقبل على استضافة أكبر قمة دولية في هذا المجال؛ يبدو أن الأحزاب التي تعاقبت على رئاسة المجلس البلدي لمدينة أبي الجعد لم تعر الأمر اهتماما، خاصة خلال الولايات الثلاث الأخيرة، إذ تعاقب على رئاسة المجلس كل من الاتحاد الاشتراكي، مع سعيد سرار، الذي تم طرده من الحزب في ما بعد، ومحمد نوكة، عن العدالة والتنمية، وحاليا خليفة المجيدي، عن حزب التجمع الوطني للأحرار. ولعل إهمال الجانب البيئي أبرز ما جمع بين الرؤساء الثلاثة، وتمثل بالأساس في فتح المجال لمشاريع جعلت المساحات الخضراء تتضاءل بشكل كبير، كما وقع خلال ولاية حزب الاتحاد الاشتراكي، حينما تم تحويل حديقة وسط المدينة إلى ساحة لبيع المتلاشيات، بدل التفكير في إعادة تهيئتها بما يليق بتاريخ المدينة وسمعتها. الشيء نفسه تقريبا سيتكرر مع المجلس البلدي السابق، الذي ترأسه حزب العدالة والتنمية، إذ تم فتح المجال لإعادة تهيئة حديقة محمد الخامس وسط المدينة، لكن مع التقليل من المساحات الخضراء مقابل تغليب الإسمنت. المجالس السابقة خليفة المجيدي، رئيس المجلس البلدي الحالي للمدينة، أكد أن جل المشاريع التي تدخل في هذا النطاق تمت المصادقة عليها خلال المجالس البلدية السابقة، ''والأشغال الأخيرة التي عرفها وسط المدينة تمت المصادقة عليها مع المجلس السابق"، حسب تعبيره. المجيدي، وفي تصريح لهسبريس، أقر بأن حوالي 50% من المساحات الخضراء التي شملها المشروع الأخير تمت إزالتها، ولولا تدخل مجلسه لكانت النسبة أكبر بكثير، مضيفا: "حاولنا خلال وصولنا إلى رئاسة المجلس أن نراجع المشروع ونقوم بتعديلات فيه، وهذا ما تأتى لنا رغم أنه لا يلبي طموحنا في الإبقاء على المساحات الخضراء". "كما أن المشاريع التي همت المدينة في هذا الجانب ستتم مراجعتها، على أمل إعادتها إلى سابق عهدها"، يضيف المتحدث نفسه. مشروع "إعادة تهيئة حدائق المدينة"، إن صح التدبير الذي تم إطلاقه مع المجلس السابق، محكوم بالاستمرارية، حسب الرئيس الحالي للمجلس، مضيفا: "حاولنا أن نرفع من نسبة المساحات الخضراء في المشروع إلى 70% من إجمالي المساحة الكلية، بدل 40 % تقريبا التي نص عليها". مسؤولية المهندس في المقابل برر أحمد الغزالي، نائب الرئيس السابق للمجلس البلدي، محمد النوكة، تقليص المساحات الخضراء بكون المهندس الذي أُسند له المشروع قام بدراسة مسبقة، وحاول إيجاد النسبة التي تلائم المشروع، مشيرا إلى أن المجلس وضع نصب عينه الحفاظ على المساحات الخضراء بالمدينة. الغزالي، وفي تصريح لهسبريس، نفى أي إمكانية للمجلس الحالي في أن يعدل المشروع، قائلا: "المشروع حاليا في طور الإنجاز، ولو أراد المجلس الحالي إعادة النظر فيه فعليه أن يوقفه ويعيد دراسته من جديد، وهذا ما لم يتم إلى حدود الساعة". "كولشي راجع لور" وتوصل المجلس البلدي الحالي بمجموعة من المبادرات المدنية قصد تهيئة حدائق جديدة في عدة أحياء، وفي انتظار أن تتم برمجتها في دورات المجلس المقبلة، أكد محمد، أحد ساكنة المدينة، أن "أبي الجعد في وقت سابق كانت تتوفر على ثلاث حدائق بحارس وبعناية يومية من القائمين عليها، لكن في السنوات القليلة الماضية تم تخريب جلها، وصرفت العديد من المليارات بحجة إعادة إصلاحها، لكن لا شيء حدث"، حسب تعبيره. المتحدث نفسه أضاف أن "المناخ القاري وندرة فرص العمل، إضافة إلى عوامل أخرى، جعلت من الحدائق في وقت سابق متنفسا للمدينة التي عانت جل أصناف التهميش"، وزاد: "في الثمانينيات كانت الحدائق جميلة، وفي سنة 2016 تدهورت بشكل مهول..."كولشي راجع لور"". وخلص محمد إلى أن "غياب الحس الجمالي لدى المسؤولين الذين توالوا على تدبير الشأن العام المحلي يعد سببا رئيسيا لما وصلت إليه المدينة الآن". *صحافي متدرب