أثّرت التفجيرات الأخيرة التي شهدتها بروكسيل على اختيارات السياح البلجيكيين، وباتوا يغيرون وجهاتهم السياحية. ففي الوقت الذي كان فيه هؤلاء يتوجهون إلى بلدان المغرب العربي بالدرجة الأولى، أصبحوا يفضلون دولا أوروبية. وبحسب مقال نشره موقع "RTL" البلجيكي، كشف استطلاع لوكالات الأسفار المستقلة عن وجود عوامل كثيرة ساهمت في تغيير الوجهة السياحية للبلجيكيين، خاصة "هجمات بروكسيل الأخيرة والتوترات في بلدان المغرب العربي، إضافة إلى الوضع المتوتر في تركيا وتدفقات اللاجئين عبر اليونان". وأوضح المقال أنه في الوقت الذي كانت فيه وجهات مثل المغرب وتونسوتركيا تحظى بحجوزات عدد كبير من وكالات الأسفار تصل إلى ما بين 30 و40 في المائة، فإن الأمر تغير؛ بحيث تم إلغاء كل حجوزات إحدى هذه الوكالات في اتجاه تونس حتى ماي 2017، بحسب ما صرح به جان فرانسوا دوندلي، من نقابة المستقلين ببلجيكا. وأشار المتحدث إلى أن وكالات السفر تبحث عن بدائل جديدة لتعويض غياب هذا البلد على لائحة الوجهات السياحية، خاصة أنه كان يجتذب آلاف البلجيكيين، مردفا: "المسافرون الذين يريدون التوجه إلى بلدان المغرب العربي نقترح عليهم المغرب". ويضيف المقال: "في وقت سابق كانت الرحلات في اتجاه دول المغرب العربي تحظى بإقبال كبير، خاصة أنها توفر خدمات ممتازة. وبالتالي، فإن البلجيكيين لا يجدون البديل عنها اليوم، ويتم تعويضها برحلات ذات مسافات طويلة، مثل اليابان والهند والدول الآسيوية". وأبرز المصدر نفسه أن بلغاريا أصبحت الوجهة الأولى المفضلة لدى السياح البلجيكيين، خاصة أنهم يعلمون أن الأمر يتعلق ببلد أوروبي، وأنه ليست هناك أي مخاطر سياسية أو تفجيرات"، بحسب ما صرح به كاتي، مستشار في وكالة للأسفار. تركيا، هي الأخرى، بدأ الإقبال عليها يقل، لاسيما مع أزمة المهاجرين والتفجيرات الأخيرة؛ إذ انخفضت معدلات الحجز في اتجاهها في مارس بنحو 10 في المائة. وفي الوقت الذي انخفضت فيه الحجوزات في اتجاه كل من تونس ومصر واليونان، فقد ارتفعت، في المقابل، نحو البرتغال وإسبانيا وإيطاليا.