يبدو أن إسبانيا ستكون الرابح الأكبر من الوضعية الأمنية الهشة التي تعيشها عدد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في المجال السياحي، إذ تشير آخر المعطيات الخاصة بالجارة الشمالية إلى ارتفاع الحجوزات للصيف المقبل بنسبة تتراوح ما بين 30 و40 في المائة، بالمقارنة مع السنة الماضية. وحسب تقرير للموقع البلجيكي"trends.levif"، فإن عددا من المصطافين يتجنبون البلدان التي تواجهها تهديدات إرهابية، خاصة تلك التي عرفت هجمات من قبل تنظيمات إرهابية، كما حصل مع تونس، التي عرفت هجوما إرهابيا استهدف منتجعا سياحيا في سوسة خلال 26 يونيو الماضي، وهو ما جعل عددا من الأجانب يتجنبون القيام برحلات سياحية إلى هذا البلد. كما أن وزارة الخارجية البلجيكية دعت مواطنيها إلى تجنب السفر إلى تونس، وكذا منطقتي شرم الشيخ وجنوب سيناء في مصر. واعتبر ميشيل ماريل، الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية البلجيكية، أن تحذير الوزارة ليس ملزما من الناحية القانونية، ولكن يبقى منصوحا بتتبعه، في حين أكد أن عددا من السياح يرغبون في الذهاب إلى المناطق التي تم التحذير منها، كما أن الخارجية البلجيكية لم تحين منذ مدة المعطيات الخاصة بالسفر والبلدان التي ينبغي تجنبها. وتبدو تركيا هي الأخرى من البلدان التي تضررت بشكل كبير نتيجة مناخ التوتر السائد في المنطقة، حيث تشير آخر التوقعات إلى أن نسبة الحجوزات قد انخفضت بنسبة تصل إلى 40 في المائة، رغم أن بلجيكا لم تحذر مواطنيها من زيارة هذا البلد؛ ذلك أن الهجمات التي عرفتها إسطنبول خلال يناير، وكذا هجمات أنقرة خلال الأسبوع الماضي، ساهمت في تجنب عدد من السياح السفر إلى تركيا، في وقت عرفت العلاقات التركية الروسية توترا، ما جعل روسيا تدعو مواطنيها إلى تجنب السفر إلى هذا البلد، بعد حادث سقوط الطائرة الروسية على الحدود مع سوريا. المغرب هو الآخر تضرر بشكل كبير من الوضع الذي تعيشه المنطقة، رغم أنه يبقى البلد الأكثر استقرارا، إذ أكد جون لوك هانس، نائب رئيس الجمعية البلجيكية للفاعلين، أن الهجمات التي عرفتها تونس أثرت بشكل كبير على المغرب، رغم أن الأخير يوفر مناخا ينعم بالأمن، إذ إن حجوزات المسافرين البلجيكيين إلى مدينة مراكش انخفضت بنسبة 30 في المائة.