قال وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، إن الحكومة المغربية "نقحت" نصف المقررات الدراسية من محتويات تميزية وإشارات تعصبية. وفي مقابلة مع الوكالة الإسبانية "إفي"، قال بلمختار إن المناهج المنقحة ستطرح خلال العام الدراسي الجديد في المغرب، في وقت يمثل هذا "التنقيح" تعديلا ل390 منهاجا دراسيا في كل المواد؛ من بينها الرياضيات، ويشمل كل الأعوام الدراسية في التعليم العام (الذي يبلغ في المجمل 12 سنة). وأوضح بلمختار أن التعديل جرى كي تعكس المقررات الدراسية القيَّم التي تتماشى مع "الإسلام المغربي" والدستور الخاص بالمملكة الذي تم إقراره في 2011، مشيرا إلى كتب مدرسية تظهر فيها فتاة في المطبخ بجانب أمها أثناء قيامهما بالأعمال المنزلية، في حين يظهر الأب والأخ وهما يشاهدان التلفاز. وألقى المسؤول الذي لا ينتمي إلى أي حزب سياسي (تكنوقراط) الضوء أيضا على صور تظهر الأولاد يرتدون الملابس الحديثة، بينما تظهر الفتيات باللباس التقليدي. وتأتي هذه الإجراءات في إطار الجهود التي تبذل ليتناسب الخطاب مع حقوق الإنسان والمبادئ العالمية، كتلك التي ينص عليها الدستور المغربي والقيّم التي تظهر في كل المقررات الدراسية وليس فقط مواد التربية الدينية الإسلامية. ولا تشمل هذه المراجعات، بحسب الوزير، المقررات الدراسية لمادة التربية الإسلامية التي سوف تحتاج إلى "تعديل كامل وتام"، وهي مهمة تقوم بها لجنة مشتركة من وزارتي التربية والشؤون الإسلامية من أجل إعداد مشروع وتقديمه إلى الملك محمد السادس. يذكر أن العاهل المغربي قد أمر في فبراير الماضي، خلال اجتماع مع مجلس الوزراء، بمراجعة كل الكتب الدراسية في مادة الدين لمنح مزيد من الأهمية ل"قيم الإسلام السمح الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش بين الثقافات". ويعمل متخصصون في التربية ورجال دين وخبراء، في الوقت الراهن، من أجل تحديد المبادئ التي يجب أن تقدم في مادة التربية الإسلامية التي تعد دراستها إجبارية على الطلاب مرتين كل أسبوع، مع العلم أن التغيرات المرتقبة لن تظهر في مقرراتها للعام المقبل، إنما السنة التالية.