"كيف حولت السعودية بروكسيل إلى عاصمة الجهاد الأوروبية"، هكذا عنونت قناة "العالم" الفضائية الإيرانية أحد تقاريرها المصورة المهاجمة للرياض وحلفائها من دول المنطقة، إذ اعتبرت أن للسعودية دورا أساسيا في نشر السلفية في صفوف المغاربة والأتراك، من أبناء الجالية المسلمة في العاصمة البلجيكية، وذلك عبر سياسة بناء المساجد والمراكز الثقافية. وانطلق التقرير من عام 1960، للقول إن قصة تحول حي مولنبيك الشهير، الذي يقطنه 100 ألف مسلم، إلى "مركز الحركة الجهادية البلجيكية ومعقل منفذي هجمات باريسوبروكسيل"، بدأت حين احتاجت بلجيكا إلى العمالة الرخيصة، "وشجعت العمال المغاربة والأتراك على الهجرة إلى البلاد؛ ما شكل جالية مسلمة فيها". بعد ذلك بسبع سنوات، يشير التقرير إلى أن خزائن الدولة البلجيكية كانت فارغة، "فقدم الملك البلجيكي بوديون عرضا لملك السعودية فيصل، الذي كان في زيارة إلى بروكسيل"، على أن هذا العرض يتمثل في السماح للسعودية بإقامة أول مسجد للمسلمين في بروكسيل ونشر السلفية، مقابل النفط بأسعار زهيدة، "وعام 1978 تم افتتاح المسجد السعودي باسم المسجد الكبير، الذي يضم مقر المركز الإسلامي والثقافي السعودي في بلجيكا". ويضيف المصدر ذاته أن المسجد بات "وكرا للسلفية في عاصمة أوربا، ثم أصبح ينظر له باعتباره المسؤول عن المسلمين في بلجيكا"؛ فيما شدد على أن تلك الخطوات ساهمت في ما وصفها ب"إعادة أسلمة المسلمين"، إذ كان مذهب الجالية المسلمة في بلجيكا مختلفا عن مذهب المركز الإسلامي السعودي، "لكن كثيرا منهم اتخذوا السلفية منهجا على يد الدعاة السلفيين"، حسب تعبيره. وأوردت القناة أنه، حاليا، وبعد أربعة عقود، بات المسجد الكبير مصدر قلق رئيسي للسلطات البلجيكية، إذ كشفت وثائق ويكيلكس أن "بلجيكا طردت المدير السعودي للمركز الإسلامي، خالد العبري، بسبب نشره الفكر المتطرف"، فيما قالت إنها باتت المصدرة الرئيس للجهاديين إلى تنظيم "داعش"، إذ رصدت "40 جهاديا لكل مليون بلجيكي". تنظيم "داعش" يملك ترسانة من الأسلحة بقيمة 30 مليار دولار، فيما بلغ تعداده، وفق تقديرات التقرير، 100 ألف مقاتل في المنطقة، مشيرا إلى أن هذه "التيارات الإرهابية تملك القدرة على الهجرة"، وأن الغربيين، وبسبب المشاكل التي خلقوها في أوروبا، ولمآرب مالية، "يحاولون دفع هذه التيارات إلى التمدد إلى آسيا الوسطى وجنوب آسيا"، بحسب تعبيره، الوارد ضمن الملتقى الوطني لتطورات الجغرافيا السياسية في غرب آسيا بإيران.