يستمر تنظيم جبهة البوليساريو الانفصالي، بدعم وإيعاز من الجارة الجزائر، في دق طبول الحرب واستفزاز المغرب بإمكانية قيام نزاع مسلح في الصحراء، وذلك بالموازاة مع تحذير الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأخير من "خطر التصعيد إلى حرب شاملة"، في انتظار قرارات مجلس الأمن، التي ستصدر يوم الخميس حول تمديد بعثة الأممالمتحدة في الصحراء "مينورسو". في سياق ذلك، لجأ الأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، إلى رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، ليطرح مواقفه الانفصالية تجاه المغرب، بالقول إن الجمهورية الإفريقية تبقى "في طليعة الدول الداعمة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية في المحافل القارية والدولية"، معبرا عن "امتنانه العميق لتضامن ودعم جنوب إفريقيا باستمرار لشعبنا في نضاله المشروع من أجل الحرية وتقرير المصير". رسالة عبد العزيز الحامل لصفة ما يسمى ب"رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، جاءت بمناسبة الاحتفال بيوم الحرية في جنوب إفريقيا، وهو الموعد الذي تضمن رسائل غزل وتقرب من الطرف الإفريقي، بالتشديد على "العزم القوي للطرف الصحراوي على مواصلة تعزيز أواصر التضامن والصداقة والتعاون القائمة بين البلدين والشعبين، الصحراوي والجنوب إفريقي". أما الزعيم الانفصالي عبد الله لحبيب، الذي يحمل صفة "وزير الدفاع الوطني" بالبوليساريو، فخرج بتصريح مستفز جديد يلوح فيه بحمل السلاح في وجه المغاربة، بقوله إن ما يعتبره "جيش التحرير الشعبي الصحراوي" على أهبة الاستعداد والجاهزية التامة "لمواجهة أي طارئ قد يتسبب فيه التصعيد المغربي"، على حد تعبيره الذي تناقلته وسائل إعلام تابعة للجبهة الانفصالية. وأورد لحبيب، عقب إجراء مناورات عسكرية في منطقة أغوينيت، أن "للجيش الصحراوي الإمكانيات البشرية والعتاد اللازم لمواجهة أي طارئ بالنظر إلى ما تمت معاينته خلال هذه المناورات من دقة وسرعة التوغل وكذا المطاردة والانسحاب"، ليضيف أن "الشعب الصحراوي متعطش لنيل حريته، والعودة إلى الكفاح هو حل للنزاع لاسيما في وجه تعنت الاحتلال المغربي"، على حد زعمه، معتبرا أن ما وصفه "الكفاح المسلح" من شأنه أن "يزعزع المنطقة كلها". وفي تصريحات مماثلة، قالت قيادات عسكرية في بوليساريو إن "الشباب الصحراوي يبدي استعدادا ورغبة لانتهاج المقاومة المسلحة"، على أن هذه الرغبة تظهر "على مستوى مراكز التجنيد وخلال التدريبات والمناورات"، وهي التحركات العسكرية التي أطلقتها الجبهة الانفصالية منذ أسابيع بغرض ما وصفته "رفع من مستوى استعداد المقاتل الصحراوي أمام كافة الاحتمالات". وتطالب البوليساريو بعودة المكون السياسي والمدني لبعثة المينورسو في الصحراء، بينما ترى أنه لا يكفي لمجلس الأمن تمديد دور البعثة لمراقبة وقف إطلاق النار بين الحكومة المغربية والجبهة، وتحذر، في الوقت ذاته، من إمكانية نشوب حرب في المنطقة في حال فشل مجلس الأمن الدولي في وضع جدول زمني ل"استفتاء تقرير المصير".