عقدت مؤسسة الأمل والتنمية في مدينة ليدن الهولندية، ندوة للسنة الثانية على التوالي حول موضوع التطرف وأسبابه والحلول المقترحة لتجاوزه، بعنوان "المحافظة على النسيج الأوروبي المتنوع في ظل التحديات الراهنة". الندوة التي شهدت حضورا أكاديميا وسياسيا ودبلوماسيا وأمنيا متميزا، بالإضافة إلى حضور ديني متنوع من ممثلي الأديان المختلفة الإسلامية واليهودية والمسيحية، شاركت فيها شخصيات مغربية رسمية وعلمية مهتمة بملف التطرف الديني، وأسباب انتشاره داخل بلدان أوروبا، وركزت على أفق تجاوزه من خلال التركيز على مفهوم المواطنة الأوروبية وقيم الحوار والهوية المتعددة. مداخلات الخبراء أشادت بالدور الذي يلعبه المغرب تحت إمارة المؤمنين في محاربة التطرف، كما تناولت التعريف بإشكالية التطرف وأسبابها وسياقاتها الأوروبية، مؤكدة على ضرورة عدم الربط بينه وبين دين أو جنسية. واعتبر الحاضرون أن تفاقم الأزمات والصراعات في مناطق التوتر عبر العالم غذاء حيوي للعنف، من حيث أنه يشكل وسيلة دعاية وتعبئة واستقطاب لا تقل خطورة عن القراءات والتأويلات المتشددة لنصوص الدين. وتوقف المتدخلون عند قلق الهوية لدى جزء من أجيال الشباب الأوربي المسلم، وأنه لا يمكن تجاوز هذه المشكلة إلا من خلال هوية منفتحة ومتناغمة، لا يصادم أو يضايق أي بعد فيها الأبعاد الأخرى. وتناول الخبراء قضية متعلقة بمبدأ ديني هو الجهاد، الذي يحتاج معناه إلى الاسترداد، أي استرداد مفهوم الجهاد من الاستخدامات المحرفة والمشوهة والاهتمام بالمبادرات التي تقوم بهذا النوع من الجهد. ودعا المشاركون إلى بذل جهد كبير خاصة في مجال التعليم، سواء للمسلمين أو لغيرهم عن حقيقة قيم الإسلام ومبادئه، حيث تم التنويه بالنماذج الدينية الناجحة من قبيل النموذج المغربي في المجال الديني الذي ظهر بشكل جيد. وتناولت الندوة قضية الهجرة، في علاقتها بموضوع التطرف، سواء من حيث تشجيع الدراسات حول الهجرة كواقع ومكون في المجتمع الأوربي، وكذلك لفهم أفضل للتحديات الكبيرة القادمة. وعرفت الندوة حضور عمدة مدينة ليدن، والسفير الفرنسي فيليب لاليوت ، وسفير المغرب بهولندا عبد الوهاب البلوقي، والسفير البلجيكي كريس هورنايرت، والأمين العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة خالد حاجي، ممثلا عن محمد بوصوف الكاتب العام لمجلس الجالية المقيمة بالخارج، والدكتور سمير بودينار رئيس مركز الأبحاث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، والبقالي الخمار رئيس جمعية الأئمة بهولندا وشخصيات أكاديمية من جامعة ليدن.