أشاد المدير العام للشرطة الإسبانية، إغناسيو كوسيدو، ب"العلاقات الثنائية الجيدة" التي تربط الرباطومدريد، خصوصا في ما يتعلق بالشق الأمني والهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة، إذ قال: "لدينا حدود برية معقدة في مدينة مليلية، وتعد من بين النقاط الأكثر تعرضا لتدفقات المهاجرين السريين بالعالم، هذا بالإضافة إلى أنها تعرف حركة مكثفة لمرور الأشخاص والعربات، لكنها رغم ذلك تبقى الأكثر أمنا". وأضاف "كوسيدو" أثناء زيارته إلى مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين الأجانب بثغر مليلية المحتل، والمعروف اختصارا ب"CETI"، أن "الفضل في التصدي لمعضلة تدفقات المهاجرين السريين والإرهاب وتهريب المخدرات يعود إلى التعاون المغربي"، وزاد: "أريد أن أسلط الضوء على الدور البارز للمغرب بشأن القضايا المذكورة، كما أوجه له الشكر بالمناسبة"، وفق تصريح أدلى به لوكالة الأنباء "أوروبا بريس". وتابع المسؤول الأمني، ضمن تصريحاته للمنبر ذاته: "لدينا فرق مشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، كما أننا نقوم بتبادل المعلومات بشكل مستمر، وكان هذا موضوع اللقاء الأخير الذي جمع مديري الشرطة بكل من المملكة المغربية وإسبانيا وفرنسا والبرتغال"، مردفا: "التعاون بين البلدين كان له دور أساسي في تقليص أعداد المهاجرين بمركز الإيواء بمليلية إلى حدود 500، بعدما بلغت ألفي نزيل". وفي هذا الصدد، قال "Cosidó" إن "مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين الأجانب بالثغر نموذجي بمنطقة الاتحاد الأوروبي، وهو الأول من نوعه من حيث توفير العناية للمرشحين للهجرة، الذين يصلون إلى هذه المدينة بطرق غير قانونية"، كما أشاد بنجاعة القوات الأمنية الإسبانية في تعاطيها مع الإرهاب، من خلال أعداد الخلايا الجهادية التي جرى تفكيكها و"الدواعش" الذين تم إيقافهم بالمملكة الأيبيرية. وأكد المتحدث ذاته، خلال مؤتمر صحافي عقب لقاءه بحاكم مليلية، خوان خوصي إمبرودا، ومندوب الحكومة المحلية للثغر، عبد المالك البركاني، أن "الإستراتيجية المتبعة من طرف إسبانيا ناجحة"، مضيفا: "ورغم أننا قلقون من مسألة التطرف، لكننا نملك خطة قوية لمكافحة الفكر الراديكالي، وعليه فإننا سنثابر عن طريق القيام بخطوات استباقية، ورفع حالة التأهب تفاديا لوقوع أحداث إرهابية فوق التراب الإسباني"، وفق تعبيره. وأوضح مدير الأمن الإسباني أن "سبتة ومليلية تحظيان بعناية خاصة، لاسيما أنهما المدينتان الوحيدتان اللتان تتوفران على حدود برية بالمقارنة مع باقي الدول المشكلة للاتحاد الأوروبي، وعليه فإن حكومة مدريد تضعهما ضمن أولوياتها بشأن التصدي لمشكل الإرهاب"، مستطردا: "الثغران يملكان تجربة في التعايش مع الجاليات الأجنبية"، في إشارة إلى الحضور الملفت "للمهاجرين المغاربة" بالمدينين السليبتين.