اهتمت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء ببلدان أوروبا، بالانعكاسات الاقتصادية للهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس وبروكسل، وبموضوع مكافحة الإرهاب ، وبالوضع في سورية في ضوء محادثات جنيف. ففي بلجيكا ، اهتمت الصحف بالانعكاسات الاقتصادية للهجمات الإرهابية التي استهدفت باريس وبروكسل على العاصمة البلجيكية. وكتبت (لوسوار) تحت عنوان " التطبيع أولى الأولويات بالنسبة لبروكسل " أن العاصمة البلجيكية تعيش المرحلة الأكثر غموضا منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى انخفاض رقم الأعمال في بعض القطاعات بنسبة 40 في المائة. ودعت الصحيفة إلى القيام بحملة لتلميع صورة بروكسل "من أجل محو صورة مدينة تستقبل الجهاديين لكن غير قادرة على استقبال السياح". وتحت عنوان " بروكسل تعيش كارثة اقتصادية " توقعت (لا ليبر بلجيك) أن تفقد العاصمة 10 آلاف منصب شغل على مدى ستة أشهر. كما أكدت الصحيفة تذمر أرباب المطاعم بسبب الإرهاب. بدورها، نقلت (لاديرنيير أور) معاناة أرباب المقاولات ببروكسل، مشيرة إلى أن الاقتصاد الجهوي قد ينهار خلال ستة أشهر، وذلك بسبب اعتداءات 22 مارس . وفي فرنسا كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان عددا كبيرا من رجال السياسة ، من دونالد ترامب بالولايات المتحدة الى الان جوبي او برونو لومير بفرنسا لجأوا الى برامج مثل ارضية (ناسيون بويلدر) المتخصصة في تعبئة المتعاطفين او استكشاف ناخبين محتملين. واضافت انه اذا كانت سنة 2017 ، اول سنة في فرنسا يتم اللجوء فيها لمثل هذا البرنامج فانه يعود الى المواطنين معرفة طريقة سير هذه الادوات، والوسائل غير الديموقراطية التي يمكن ان تحتوي عليها. من جهتها، قالت صحيفة (لوموند) ان المفاوضات بين الاطراف السورية بجنيف بلغت درجة القطيعة بالنظر الى كثافة المعارك حول حلب ورفض دمشق توجيه اصبع الاتهام نظام بشار الاسد. واضافت الصحيفة انه يتعين على الوفد المناهض للاسد مواصلة المشاركة في محادثات مع الوسيط الاممي ستافان ديمستورا، لكن في الفندق الذي يقطن به وليس في مقر الاممالمتحدةبجنيف . من جانبها انتقدت صحيفة (لوفيغارو) ظاهرة الغياب في المستشفيات العمومية ، مشيرة الى ان هذا النوع من التجاوزات الذي اغمضت العيون بشأنه منذ سنوات اصبح لا يطاق. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بإعلان الحكومة الاسبانية عن مراجعة توقعات العجز للعام الحالي نحو الارتفاع ، حيث كتبت صحيفة " أ بي سي " أنه وفقا لتوقعات جديدة ، فإن معدل العجز سيصل سنة 2016 الى 3.6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي بدلا من 2.8 في المائة كما كان متوقعا في الأصل. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسبانية تتوقع أيضا تحقيق نسبة عجز تصل الى 2.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي كما حددته بروكسل بالنسبة لعام 2017. من جانبها كتبت "الباييس" ان الحكومة الاسبانية صححت توقعاتها بخصوص معدل البطالة للسنة الجارية والقادمة ، كما حددت حجم الدين العام في 99.1 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2016 و99 في المائة سنة 2017. أما صحيفة " الموندو"، فنقلت عن وزير الاقتصاد لويس دي غيندوس قوله إن النمو الاقتصادي الاسباني تباطأ ، وأن عدم تشكيل حكومة جديدة حتى الآن حال دون وضع خطط للحد من العجز بالنسبة للسنوات المقبلة. من جهتها ، أكدت صحيفة "لا راثون" أن المفوضية الأوروبية أشارت إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بخصوص طلب الحكومة الاسبانية من أجل التفاوض بشأن التمديد لسنة واحدة لتحقيق نسبة العجز المحددة من قبل بروكسل. وفي بريطانيا ، اهتمت الصحف بالانعكاسات الاقتصادية في حال خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، و بموضوع مكافحة الإرهاب. و نقلت صحيفة "ديلي تلغراف" عن محافظ البنك المركزي البريطاني مارك كارني أن انعدام اليقين في ما يخص الاستفتاء حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بدأ بالفعل في التأثير بشكل كبير على الاقتصاد البريطاني. ووفق الصحيفة ، ففي جلسة استماع في مجلس اللوردات، أوضح مارك كارني أن المخاطر المتعلقة باستفتاء 23 يونيو أثرت على العجز الحالي، و على سوق العقارات ، و على سيولة الأسواق المالية ، كما من المحتمل أن يكون لها تأثير سلبي على بقية دول الاتحاد الأوروبي. من جانبها أكدت صحيفة "ديلي ميرور" أن أجهزة الاستخبارات البريطانية أحبطت مؤامرات إرهابية للدولة الاسلامية في الشواطئ الإسبانية، وهي الوجهة الشعبية للسياح البريطانيين. وقالت الصحيفة إن الجماعات الجهادية التابعة للدولة الاسلامية كانت تعتزم القيام بهجمات على الشواطئ الأوروبية، محذرة من أن الإرهابيين يمكن أن يتقمصوا دور البائع في الشواطئ ، كما يمكن أن يستهدفوا محلات بيع التذكارات والمطاعم والمنتجعات السياحية. وفي البرتغال، واصلت الصحف تركيزها على الانتقادات الموجهة للحكومة البرتغالية من قبل المفوضية الأوروبية بشأن الزيادة في الحد الأدنى للأجور وبالعرض العمومي لشراء أسهم بنك ( بي بي إي) البرتغالي. وتحت عنوان " كوستا يقول لا لبروكسل"، كتبت صحيفة "جورنال دي نوتيسياس " أن الأمين العام للحزب الاشتراكي أنطونيو كوستا هاجم تقرير المفوضية الأوروبية الذي يلفت الانتباه للعواقب الاقتصادية المترتبة عن الزيادة في الحد الأدنى للأجر الوطني. ونقلت الصحيفة عن كوستا قوله إن "المعركة من أجل المساواة، التي بدأناها بالفعل قبل 25 أبريل 1974 (الثورة) سوف تستمر" . من جانبها كتبت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس"، أن مجموعة (سانتورو) القابضة لسيدة الاعمال الأنغولية إيزابيل دوس سانتوس اتهمت في بيان لها ، الحكومة و (كايشا بانك) و( بي بي إي) ، بحجة أن التعديلات التشريعية التي استحدثتها الحكومة وضعت لصالح المجموعة الإسبانية . غير أن مصدر حكومي ، بحسب الصحيفة ، نفى ذلك ، حيث أكد أن الحكومة تصرفت "بنزاهة وحياد مطلق ". وفي السويد، اهتمت صحيفة (داغنس نيهيتر) بقضية التصويت البرلماني على إجراءات إقالة الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، المتهمة بالتلاعب في الحسابات العمومية. وقالت الصحيفة إن الأزمة السياسية تأتي في وقت يخرج فيه الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع للاحتجاج، وأن الحكومة لم تكن قادرة على القيام بأي شيء لمواجهة أكبر ركود اقتصادي تعيشه البلاد منذ عقود. وأشارت إلى أنه كان يثار قبل تصويت النواب يوم الأحد على خطوات قد تؤدي إلى إقالة رئيسة البرازيل ديلما روسيف، خطر وقوع "انقلاب" في حزب العمال الذي تنتمي إليه الرئيسة البرازيلية. ويرى كاتب المقال أن المعارضة تعترف بأن اتهامها الحالي لن يحسن الوضع الاقتصادي للبلاد، ولكنها مازالت ترغب في معاقبة ديلما روسيف وحزب العمال على الرغم من أنها تمكنت من انتشال الملايين البرازيليين من براثين الفقر. ولاحظ أن هذا الوضع قد ساهم في "تسميم" المجتمع، مضيفا أن العديد من البرازيليين يشعرون بالقلق من حالة الاستقطاب القائمة في المجتمع والتي قسمت أهم مكوناته. واعتبر أنه مهما كان خلف ديلما روسيف، فإنه ينبغي تنظيم انتخابات مبكرة وإجراء إصلاحات عميقة في النظام السياسي والاقتصادي لأكبر دولة في أمريكا الجنوبية. وفي النرويج، تطرقت صحيفة (داغبلاديت) إلى التقدم الذي أحرزه كل من دونالد ترامب وهيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية والتي تعد حاسمة لاختيار المرشح المفضل للانتخابات الرئاسية. وأبرزت الصحيفة أنه لا أحد كان يتنبأ بفوزهما بشكل كبير، معتبرة أن انتصار الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون أمس الثلاثاء في ولاية نيويورك يؤكد مكانتهما المتقدمة لنيل ترشيح كل من حزبيهما لخوض الانتخابات الرئاسية في نونبر المقبل. واعتبرت أن انتصار هذين المرشحين لا يدل على أن الأمور قد حسمت بالفعل، لكنهما لا يزالان يعملان بشكل كبير على إقناع مجموعات كبيرة ورئيسية من الناخبين المحتملين. وشددت على أنه إذا فشل المرشحان في الحصول على تأييد هذه المجموعات فإن ذلك سيشكل خطرا على التعبئة المقبلة التي ستجرى برسم الحملة الانتخابية. وأضافت أن نتائج أمس تعزز حظوظ هيلاري كلينتون خاصة أن لها تجربة هامة كعضو مجلس الشيوخ ووزيرة للشؤون الخارجية ، وتحظى بدعم عدد كبير من الأنصار، مشيرة إلى أنها ستتيح أيضا لدونالد ترامب فرصة للتفوق على خصمه الرئيسي تيد كروز وكسب المزيد من التأييد. وفي الدنمارك، كتبت صحيفة (بوليتيكن) أن "هجوم الربيع" الذي أعلنت عنه قبل أسبوع حركة "طالبان" قد بدأ يوم أمس الثلاثاء بشن هجوم كبير في قلب العاصمة الأفغانية كابول. واعتبرت الصحيفة أن هؤلاء المتمردين المتطرفين يريدون تحقيق طموحات كبيرة خلال سنة 2016 ويعتزمون الاستيلاء على المراكز الحضرية، مذكرة بأن هجوم أمس بكابول أدى إلى مقتل العشرات وجرح المئات من الأشخاص. وأشارت إلى أن الضربة التي وجهت للسلطات كان وقعها كبير وتم تنفيذها بالقرب من القصر الرئاسي وعلى بعد كيلومترين من مقر القوات الغربية في البلاد، معتبرة أن حركة "طالبان" عززت بشكل كبير تواجدها منذ سنة 2014.