خرج عدد من الباعة الجائلين، زوال اليوم الثلاثاء بسطات، في مسيرة احتجاجية انطلقت من وسط المدينة، ومرت عبر شارع الحسن الثاني، وصولا إلى مقر العمالة. وطالب المحتجون، من خلال لافتات وشعارات رفعوها، السلطات المحلية والمنتخبة بإيجاد حلول واقعية لمشاكلهم، بعد الحملة الواسعة التي قادتها مؤخرا لتحرير الملك العمومي بسطات. الحملة التي شنتها لجنة مختلطة خلال الأسبوع الماضي جاءت بعد احتجاج أصحاب المحلات التجارية بزنقة الذهيبية والقيساريات المجاورة، الذين طالبوا السلطات المحلية بالتدخل لتحرير الملك العمومي من الباعة الجائلين، معتبرين إياهم سببا رئيسا في كساد تجارتهم، إلى درجة أنهم أصبحوا عاجزين عن أداء ما بذمتهم. وكانت السلطات المحلية مدعومة بالقوات العمومية، في إطار لجنة مختلطة، استعملت الجرّافات والشاحنات في حملة واسعة لتحرير الملك العمومي، شملت كلا من زنقة الذهيبية والشهداء ويعقوب المنصور، وشارع الجيش الملكي وساحة وسط المدينة؛ وعملت على إزالة الخيام والعربات المجرورة والدراجات ثلاثية العجلات واللوحات الإشهارية التي تعرقل مرور السيارات والراجلين. جواد فتيني، فاعل جمعوي مشارك في المسيرة الاحتجاجية، أشار في تصريح لهسبريس إلى أن فعاليات المجتمع المدني بسطات كانت دائما شريكا في الحوار، سواء على مستوى القضايا المحلية أو القضية الوطنية، مشددا عن أن الباعة الجائلين تفاجؤوا بقرار السلطات تحرير الملك العمومي، وملخصاّ مطالب المحتجين في حوار جاد ومسؤول يجمع الجمعيات والباعة والسلطات المحلية. وطالب المتحدث بإيجاد بديل أمام الحملات الخاصة بتحرير الملك العمومي، مشيرا إلى أن هناك وعودا قدمت من أجل إيجاد حلول ل"الفرّاشة" خلال شهر غشت المقبل، ومطالبا بالإسراع بإخراج الوعود إلى حيز الوجود، خاصة أن "الفراشة"، يضيف جواد، يعيشون وضعا اجتماعيا واقتصاديا مأزوما، بسبب تداعيات الجفاف وغياب المصانع التي تستوعبهم، وقلة فرص الشغل، ومشدّدا على ضرورة الحوار بين الأطراف المعنية للخروج بحلول إيجابية لوضعية الباعة الجائلين. تجدر الإشارة إلى أن المجلس البلدي بسطات سبق أن تدارس مشروعا لتنظيم الباعة الجائلين في إطار أسواق نموذجية، من المنتظر أن يخرج إلى حيز الوجود خلال الفترة الانتدابية الحالية للمجلس.