قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن كتاب "المغاربة: مهاجرون ورحالة" يكتسي أهمية كبرى بالنظر إلى الظروف التي تعيشها الجالية بعد الأحداث الإرهابية التي وقعت في باريس وبروكسيل، معتبرا أنها بريئة من الإرهاب وتاريخ الهجرة شاهد على ذلك. عبد الله بوصوف، وخلال حديثه في ندوة صحافية بمقر المجلس، اليوم الاثنين، أكد أن الهجرة المغربية كانت مرتبطة بالعطاء، وأن الإنسان المغربي كان عنصر استقرار وأمن ومساهمة فعالة وقيمة مضافة للإنسانية، في مختلف المجالات، ولم يرتبط أبدا بالدم والقتل أو ما له علاقة بالإرهاب. وشدد الأمين العام للمجلس على أن البحث المفعل منذ 2009 لإنجاز الكتاب مكّن من توضيح عدد من الأمور، وزاد: "المغرب خليط من الأجناس والأعراق والثقافات والديانات، وهذا ما يؤكد خصوصيته كبلد متعدد الروافد، وذلك ما أكدته ديباجة دستور 2011". واعتبر المتحدث أن تاريخ الهجرة المغربية بين أن المغربي كان في صلته مع الآخر فالحا في بناء الجسور والحصول على الثقة وإرساء قواعد العيش المشترك، وعلاقته مع الآخر تتميز بالإيجابية، مضيفا: "وهذا المعرض نريد من خلاله أن نعبر عن أن الإنسان المغربي مميز وفريد". ولم يفوت بوصوف الفرصة دون دعوة وزيري التربية الوطنية والتكوين المهني ووزير التعليم العالي وتكوين الأطر إلى الاهتمام بتاريخ الهجرة المغربية وتدريسها في المناهج، كما وجه الدعوة إلى المؤرخين من أجل البحث في الموضوع. وأضاف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج: "نريد أن نحافظ على ذاكرة الهجرة المغربية وأن نسجلها ضمن الذاكرة الوطنية، لأنه لا يمكننا تثمينها وتدوينها دون ذلك"، وزاد: "نريد من خلال هذا المعرض إجراء سفر عبر التاريخ، وتسليط الضوء على الهجرة والرحلة كتقليد قديم جعل من المجتمع المغربي مجتمع تنوع وملتقى للثقافات وفضاء حيويا منفتحا على العالم". ويقدم المعرض الذي سينطلق يوم الأربعاء القادم، بشراكة بين CCME والمكتبة الوطنية، أعمالا تتنوع بين مفاهيم الذاكرة ووثائق الأرشيف وشهادات وإسهامات علمية، وكذا أعمالا فنية موسيقية وفوتوغرافية وأدبية، وهو ثمرة مؤلف جماعي بعنوان: "المغاربة: مهاجرون ورحالة"، تعود فكرته إلى سنة 2008، وساهم في إنجازه عدد من الباحثين والمؤرخين والأكاديميين بهدف حفظ وتعزيز ذاكرة الهجرة المغربية كجزء من الذاكرة الوطنية الجماعية. وسيتم على هامش المعرض تنظيم أنشطة أخرى، من بينها مائدة مستديرة حول موضوع "الذاكرة والهجرة"، يوم الجمعة 13 ماي، بالمكتبة الوطنية، وكذا أنشطة تربوية حول "المهاجرون والرحالة" لفائدة مجموعة من تلاميذ المدارس المغربية. كما استغل الأمين العام للمجلس الفرصة لتقديم كتاب "الشخصية المغربية دينامية مجتمع"، والذي يتضمن 12 كتيبا حول 12 شخصية مغربية عبر العالم، موردا أن الكتاب الذي كتبه متخصصون ستتم ترجمته لعدة لغات، وسيتم توزيعه عبر العالم.